للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي "مراتب النحويين للبغوي": وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم يُرَ مثلهم قبلهم ولا بعدهم، عنهم أُخِذ جُلُّ ما في أيدي الناس من هذا العلم عنهم، بل كله، وهم: أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر، وكلهم أخذوا بعده عن يحيى بن يحيى وأبي الخطاب، ويونس بن حبيب، وعن جماعة من ثقات الأعراب وعلمائهم، مثل أبي مهدية، وأبي طعيدة، وأبي خيرة، وعمرو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم، وكان أعلم الثلاثة بكلام العرب وأجمعهم لعلومهم وأجل القوم، ومع ذلك كان لا يقيم البيت إذا أنشده، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا.

وقال يزيد بن مرة: ما كان يسأل عن علم إلا كان من سأله عنه يظن أنه لا يحسن غيره.

وقال: وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا وكان يميل إلى مذهب الإباضية.

وقال أبو حاتم: كان يكرمني، وكان يظنني من خوارج سجستان، وكان كان يميل إلى الملاح، وتُوفِّيَ سنة إحدى عشرة.

وقال أبو عُبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: أبو عبيدة معمر بن المثنى بهت الناس.

وفي كتاب أبي سعيد السيرافي: وممن اختص بالأخذ عنه حتى نُسِبَ إليه التوّزي وزياد أبو غسان.

وفي "كتاب أدب الخواص للوزير أبي القاسم"، وزعم أنه رآه بخط يعقوب السكيني: سُبَّخت لقب أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة تسع ومائتين.

وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لقب بذلك أبو عبيدة تعريضًا بأن جده كان يهوديًا، وسُبّخت اسم من أسماء اليهود.

قال محمد بن معاذ في هجائه محمد بن عبد الوهاب الثقفي أخي عبد المجيد من أبيات يعرض فيها:

ألم يبلغنك لذي العلامة المرتب

وما ينبغي لكم يا قوم من المنكر يجيء

فقال الشيخ: ما. . . فخذ من ورق الدقل، وخذ من ورق القتب، وخذ من طين العير، وخذ من عصب. . . وخذ من سلح كيسان، ومن أظفار سبخت. . . وأسقط بذا في دابة أفنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>