وقال أبو نعيم: سمعت حماد بن زيد قال: رأيت منصورا بمكة، قال: أظنه من هذه الخشبية، قال: وما أظنه كان يكذب.
وذكره ابن حبان في "كتاب الثقات"، وقال: كان من العباد صام ستين سنة وقامها، وكان يتشيع، وكان قد عمش من البكاء، ومات بعد المسودة بسنة، وجاءت المسودة إلى الكوفة سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وفي "تاريخ البخاري": قال يحيى بن سعيد: مات بعد السودان بقليل، وجاء السودان سنة إحدى وثلاثين، وكان من أثبت الناس.
الخامس: خليفة لم يجزم بسنة اثنتين وثلاثين، وذلك أنه قال في الطبقة الخامسة أيضًا: تُوفِّيَ سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": قال رجل ليحيى بن معين: ذكر أبو عمرو أن منصور بن المعتمر يكنى أبا بكر، وحكاه عنك، فقال: قد قال فيه الشاعر: [الطويل]
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد شان طلاب الحديث أبو عمرو
وقدَّر ما بين الرصافة مجلسا ... ودرب أبي أيوب بالنوك والهتر
وشارك في الفتوى زهيرا بمنطق ... عيي يعض الظاء نوكا وما يدري
وقال على يحيى مقال سفاهة ... بأن أبا عتاب يكنى أبا بكر
وفي "تاريخ المنتجالي": قال الثوري: لو رأيت منصورا يصلي لقلت أنه يموت الساعة، ولم يكن في زمانه بالكوفة أثبت منه، وولي قضاء الكوفة شهرين، أُكْره عليه، فكان إذا جلس الخصمان بين يديه قال: يا هذان، إنكما تختصمان إليَّ في شيء لا علم لي به، انصرفا؛ فأعفي من القضاء، وكان حديثه واحدًا كالقدح لا تختلف عنه الرواية، وكان عابدًا فاضلا مجتهدًا.
وقال سفيان: ربما رأيته يصلي وأضلاعه تختلف من البكاء.
وقال محمد بن الحسين: قلت ليحيى: من المقدم من أهل الكوفة في عصر الثوري؛ إذ كان يكتب الحديث؟
فقال: حكي عن الثوري: أنه لما قدم حاجًا قيل له: من خلفت بالكوفة؟
فقال: ما خلفت أحدا آمن على حديث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من منصور بن المعتمر.
قال يحيى: وإنما هذا من سفيان على ما تبينه من منصور وشاهده من فعله وحسن