وقال المرزباني: هو النمر بن تولب بن أقيش بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن وائل بن قيس بن عون بن عبد مناة بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر، وقيل: النمر بن تولب بن أقيش بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن عدي بن عبد مناة بن أد، وعكل: أمة لهم، حضنت ولد عوف بن عبد مناة فنسبوا إليها. يكنى النمر: أبا ربيعة، ويقال: أبو قيس، وكان شاعرًا فصيحًا، كان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس؛ لكَيْسه في شعره وكثرة أمثاله، وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأسلم، ونزل البصرة بعد ذلك، وكان جوادًا لا يلتق شيئًا، وعمر عمرًا طويلا، يقال: مائتي سنة، حتى أنكر عقله، ومن قوله: [الطويل]
تَدَارَكَ مَا قَبْلَ الشَّبَابِ وَبَعْدَهُ ... حَوَادِثُ أَيَّامٍ تمر وَأَغْفُلُ
يَحِبُّ الفَتَى طُولَ السَّلامَةِ وَالبَقَى ... فَكَيْفَ تُرى طُولُ السَّلامَةِ يَفْعَلُ؟
يَرَدّ الفَتَى بَعْدَ اعْتِدَالٍ وَصِحَّةٍ ... يَنُوءُ إِذَا رَامَ الْقِيَامَ وَيَحْمِلُ
وفي "كتاب أبي أحمد العسكري": عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، قال: "كُنْتُ مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الإِبِلِ، فَجَاءَ أَعْرَابِي بقِطْعَةِ أَدِيمٍ. . . " الحديث.
وأنشد له أبو الفرج الأصبهاني لما قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم مسلمًا يمدحه: [الرجز]
إِنّا أَتَيناكَ وَقَد طالَ السَفَر
نُطعِمُها اللَحمَ إِذا عَزَّ الشَجَر
يا قَومُ إِنّي رَجَلٌ عِندي خَبَر
اللَّهُ مِن آياتِهِ هَذا القَمَر
وَالشَّمسُ وَالشِعرى وَآياتٍ أُخَر
وكان شاعر الرباب في الجاهلية، ولم يمدح أحدا ولا هجاه، وأدرك الإسلام وهو كبير.
وقال محمد بن سلام: كان جوادًا لا يكاد يمسك شيئًا، وكان فصيحًا جريئًا على المنطق.
وقال الأصمعي: كان النمر مخضرمًا، أدرك الجاهلية والإسلام.
وقال الكلبي: وأقيش بن كعب بن عبد هو بنت عكل، منهم: النمر الشاعر، جاهلي، وكان شاعرًا فحلا.
وقال حماد الرواية: كان كثير البيت السائر، والبيت المتمثل به، وسأله يومًا سائل،