قال ابن أبي خيثمة في "تاريخه الكبير": سمعت يحيى بن معين يقول: كان إسماعيل ابن علية يُحَدِّثهم عن إسحاق بن سويد، فربما سألوه عن ذلك الحديث عن يزيد الرشك؟ فيقول: إني لأعجب منكم، أحدثكم عن إسحاق وتسألونني عن يزيد؟ !
وفي "كتاب المنتجالي" عن يحيى بن معين: ثنا عبد الصمد قال: سمعت أبي يُحدث قال: أنشدني إسحاق بن سويد لنفسه.
وفي "الكامل" لأبي العَبَّاس بن يزيد: فَأمَّا ما وضعه الأصمعي في كتاب "الأخبار" فعلى غلط وضع، وذكر الأصمعي أَنَّ الشعر لإسحاق بن سويد ألفيته، وهو لأعرابي لا يعرف المقالات التي تمثل بها أهل الأهواء.
وفي "البيان" للجاحظ: خَبَّرَنَا به الأصمعيُّ، أنشدنا المعتمرُ لإسحاق (١): [الوافر]
برئت من الخوارج لست منهم ... من الغَزَّال منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكروا عليًّا ... يردون السلام على السحاب
وممن دان دين أبي بلال ... عصائب يفترون على الكتاب
فكل لست منه وليس مني ... سيفصل بيننا يوم الحساب
ولكني أحب بكل قلبي ... وأعلم أن ذاك من الصواب
رسول اللَّه والصديق حُبًّا ... به أرجو غدًا حُسن الثواب
وحبُّ الطيب الفاروق عندي ... كحب أخي الظما برد الشراب
وعثمان بن عَفَّان شهيدًا ... نقيًّا لم يكن دَنِس الثياب
وخير الناس بعدهم عليًّا بريا ... من مقال أولي الكذاب
فحب جميعهم مما أُرجي ... به نفعًا وفوزًا من عذاب
قال المنتجيلي: وعن يحيى بهذا الإسناد لإسحاق: [البسيط]
أما النبيذ فقد يُزري بشاربه ... ولا ترى شاربًا أزرى به الماءُ
الماء فيه حياة الناس كلهم ... وفي النبيذ إذا عاقرتها داء
كم من حسيب جميل قد أضر به ... شرب النبيذ وللأعمال أسماءُ
يقال هذا نبيذي يُعاقره ... فيه عن الخير تقصير وإبطاء
(١) انظر: البيان والتبيين ١/ ٢٧، والحور العين ١/ ٤٣، والعقد الفريد ١/ ٢٢٣، والكامل في اللغة والأدب ٣/ ١٤٢.