أخبرني جمعة بن حامد، قال: سمعت محمد بن علي، قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: أخبرني الهياج بن بسطام، قال: استعنت بخزيمة بن خازم على الأعمش، فركب خزيمة بسلامة صدر في الطبول والأعلام إلى الأعمش، فقال: هذا ابن عمي، أحب أن تحدثه ويقرأ عليك القرآن، فغدوت على الأعمش، فقال: تستعين بذاك الطاغي؟ فركب في الطبول والأعلام، فتفزع النساء والصبيان، واللَّه لا أحدثك بحديث أبدًا، ولا أحدث قومًا أنت فيهم وأنا أعلم، ولا أدعك تقرأ علي حرفًا من كتاب اللَّه تعالى.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول: بلغني أن الهياج كان أكولا، فكان يومًا على مائدة خزيمة بن خازم، فكان إذا أكل واستوفى يلف على المائدة، قال: ففطن له خزيمة، فقال: أراك مؤنسًا موحشًا.
سمعت الفضل بن عبد اللَّه يقول: سمعت مالك بن سليمان يقول: كان الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس في دين اللَّه تعالى.
سمعت يوسف بن إدريس يحكي عن أحمد بن جرير يقول: سمعت ابن المكي بن إبراهيم يقول: قال المكي بن إبراهيم: ما علمنا الهياج إلا ثقة صادقًا عالمًا، فكانت فتيا بغداد عليه ما كان بها، ومحدثهم لم يجتمع ببغداد على أحد ما اجتمع عليه، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانًا.
وقال أحمد بن حنبل في رواية ابنه: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: يروي المعضلات عن الثقات.
وفي "كتاب ابن الجارود": ليس بشيء.
وفي "تاريخ نيسابور" لأبي عبد اللَّه بن البيع: هياج أكثر المقام بنيسابور، ودخل العراق غير مرة، سمع القاسم، والأعمش. روى عنه: حسان بن إبراهيم، وحماد بن أسامة، وأكثر عنه مشايخنا يحيى بن يحيى، ونصر بن زياد القاضي.
وعن أبي غانم محمد بن سعيد بن هناد، عن أبيه، قال: ما رأيت محدثًا أفصح، عن هياج بن بسطام، ولقد حدث بالعراق، فاجتمع عليه نحو من مائة ألف وتعجب أهل العلم من فصاحته.
قال أبو غانم: سألت محمد بن يحيى النيسابوري عن الهياج، فقال: الهياج عندنا ثقة.