ووزر مرتين، ومات سنة اثنتين -ويقال: سنة إحدى- وأربعين ومائتين.
وفي "تاريخ المنتجالي": لما عزل من القضاء كتب إليه المتولي بعده في شيء، فكتب إليه يحيى: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} [هود: ٩١].
وقال أحمد بن صالح -وسئل عن سليمان الشاذكوني- فقال: لم أرو عنه إلا حرفًا واحدًا، وكان عالمًا بالحديث؛ إلا أنه كان ماجنًا، وكذلك كان يحيى بن أكثم القاضي، وقال مضر أبو محمد: سأل أبو سيار، يحيى بن معين عن: يحيى بن أكثم، فقال: عافاه اللَّه، خير كريم، فقال: يا أبا زكريا، إنما أسألك عنه في الحديث، فقال: يا أحمق؛ يبعث إلينا الدنس بالحراد، والتمر بالقواصر، وقال الخطيب: كان عالمًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، سليمًا من البدعة، ينتحل مذهب أهل السنة.
وفي كتاب "الترغيب والترهيب" لأبي موسى المديني: قال المأمون لبشر بن الوليد القاضي: ما لك لا تنفذ أحكام يحيى بن أكثم؟
فقال: يا أمير المؤمنين؛ سألت عنه بخراسان، فلم يحمد في بلده، ولا في جواره.
وذكره أبو محمد ابن الجارود، وأبو حفص ابن شاهين في: جملة الضعفاء، وفي "تاريخ مرو" لأبي رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد بن موسى السبخي: كان يحيى صاحب علم وفقه، وأبوه سمع من موسى بن عبيدة، ومحمد بن كعب، ويكنى: أبا يحيى.
وفي "تاريخ الخطيب": قال رجل ليحيى بن أكثم: يا أبا زكريا؛ فقال له يحيى: قست فأخطأت.
ودخل عليه رجل، فقال: أتأذن؟
فقال: نعم، فأنشد:
ماذا تقول كلاك اللَّه في رجل ... يهوى عجوزا أراها بنت تسعين
فرفع رأسه إليه وقال: [البسيط]
يبكى عليه وقد حق البكاء له ... إن العجوز لها حين من الحين
وكان على صدقات الأضراء، فطالبوه فلم يعطهم شيئًا، فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فحبسهم، فبلغ المأمون خبرهم، فقال: حبستهم على أن كنوك؟
قال: إنما حبستهم على التعريض، قالوا لي: يا أبا سعيد؛ يعرضون بشيخ لائط في الخريبة.
ودخل عليه يومًا ابنا مسعدة، وكانا على نهاية الجمال، فلما رآهما يمشيان في