لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأ ... مة وال من آل عباس
فخجل المأمون، وقال: ينبغي أن ينفى أحمد بن أبي نعيم إلى السند.
ولما ولي المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع، وولاه، ولما عزل وجعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاء كاتبه، فقال: سلَّم الديوان، فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين: أنه أمرني بذلك، فأخذ منه الديوان قهرًا، وغضب عليه المتوكل فامر بقبض أملاكه، ثم أدخل مدينة السلام، وألزم بيته.
وفي "كتاب أبي إسحاق الصريفيني": رواه عنه الترمذي في أول أبواب الزكاة وفي أبواب البر والصلة، قرن معه في الموضعين: عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمِ، والْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ، وأبا كريب، وخرج عنه في أبواب الحدود عن عبد اللَّه بن إدريس، قرن معه أبا كريب، وفي أبواب السير، في باب: (أمان المرأة والعبد)، عن عبد العزيز بن أبي حازم منفردًا.
وفي "كتاب المرزباني": وفيه يقول يحيى بن أبي نعيم الثقفي من أرجوزة: [الرجز]
أصبح هذا الدين رثًا رممه ... أوطنه الجور ويحيى معلمه
مذ ولي الحكم أبيح حرمه ... واضطربت أركانه ودعمه
يا ليت يحيى لم يلده أكثمه ... ولم تطأ أرض العراق قدمه
ملعونة أخلاقه وشيمه ... لا خلفه عفا ولا مقدمه
أي دواة لم يلقها قلمه ... وأي خشف لم يبت يستطعمه
وقال الحاكم النيسابوري: دخل يحيى نيسابور وهو قاضي القضاة -على كبر السن- مع عبد اللَّه بن طاهر سنة خمس عشرة ومائتين.
ولما قال لسفيان بن عيينة ما قال، قال له سفيان: أراك تولي شيئًا من أمور المسلمين، فإذا وليت فاعدل، ولما وصف المأمون عماله لبشر بن الوليد، قال: وأما يحيى بن أكثم فأعف خلق اللَّه تعالى عن الصفراء والبيضاء، إنه -ما علمت- حملت إليه من أموال الحشرية أربع مائة ألف دينار فما قبلها، وأي نفس تسمو لهذا.
وفي "تاريخ ابن قانع": مات سنة ثمان وأربعين، أخبرني به ابن ابنه.