للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن أبي الأسود: قبل ابن مهدي بأربعة أشهر. انتهى كلامه.

وفيه نظر من حيث إن ابن أبي خيثمة ذكر عن علي بن المديني أنه مات سنة ثمان وتسعين في النصف من صفر، ومات ابن مهدي في هذه السنة لسبع بقين من جمادى، كان بينهما أربعة أشهر، وكذا ذكره عن ابن المديني المنتجالي سواء، وقال: كان رقيق القلب، فكان قلما ذكر كلمة فيها أذى إلا بكى.

وعن ابن معين: كان إذا قرئ عليه القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض، وكان له جار، فجعل يشتمه ويقع فيه، ويقول: هذا الخوزي، ويحيى في المسجد، فجعل يحيى يبكي ويقول: صدق، من أنا؟ وما أنا؟ وجعل يذم نفسه، وقال يحيى: ما دخلت كنيفًا قط إلا ومعي امرأة، وكان يروي عن قوم لا يساوون عنده شيئًا، وقال: لو لم أرو إلا عمن أرضى ما حدثتكم إلا عن خمسة.

وقال عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة: توفي يحيى بن سعيد بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة.

وقال يحيى: كان معاذ ينهاني عن الرواية عن عمرو بن عبيد، وأنا لو تركت الرواية عن عمرو لتركتها عن نظرائه: ابن أبي نجيح وغيره، وقال عمرو بن علي: كان يحيى عالمًا بالفرائض، فقيهًا حسن الفقه، وكان هجيراه إذا سكت، ثم تكلم: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ} [ق: ٤٣]، وكان لا يعجبه القنوت في صلاة الصبح، وكان إذا ذكر النار بكى، وإذا ذكر الجنة بكى، وإذا ذكر النبي صلى اللَّه عليه وسلم بكى، وإذا ذكر الموت أصابه ألم شديد.

وقال أبو داود: قرئ على يحيى بن سعيد: {إِذَا زُلْزِلَتِ}، فلما بلغ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: ١ - ٧] شهق فأغمي عليه، فأدخل بيته، فلم ير حتى خرجت جنازته.

وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: كان أسن من ابن مهدي بنحو عشرين سنة.

وقال العجلي عن أحمد بن حنبل: رواية يحيى بن سعيد، عن ابن أبي عروبة بعض في الصحة، وبعض في الاختلاط.

وفي "سؤلات المروزي": قلت لأبي عبد اللَّه: سمع يحيى من عمر بن عامر شيئًا؟ قال: لا أعلم أنه حدث عنه بشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>