وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة، وكان مقرئ أهل الكوفة، قرأ على عبيد بن نضلة كل يوم آية، وأمر الحجاج بن يوسف بالكوفة ألا يؤم إلا عربي، فقال له قومه: قد أمر الحجاج ألا يؤم إلا عربي.
قال: ليس عن مثلي نهى، إنا لأحق بالعرب. ثم إنه أتى الحجاج فقرأ، فقال الحجاج: من هذا؟
قالوا: يحيى بن وثاب.
قال: ما باله؟
قالوا: أمرت أن لا يؤم إلا عربي فنحاه قومه.
فقال الحجاج: ليس عن مثل هذا نهيت، ليصل بهم، فصلى بهم: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، فلما سلم قال: اطلبوا إمامًا غيري، لست أصلي بكم؛ إنما أردت أن لا تستبدلوني، فأما إذا صار الأمر إلي، فلست أصلي بكم.
وفي "كتاب المنتجيلي": كان مقرئ أهل الكوفة في زمانه، وكان ثقة، وقال الأعمش: كان يحيى إذا قضى الصلاة مكث ما شاء اللَّه، تعرف فيه كآبة الصلاة.
وقال ابن قتيبة: كان مولى لبني كاهل بن أسد.
وقال محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: كان ثقة، قليل الحديث، صاحب قرآن، وتوفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة. وعن أبي بكر ابن عياش، عن عاصم، أنه قال: كان واللَّه قارئًا.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ بلده": أصبهاني الأصل، ومولده بالحجاز، وسكن الكوفة، وكان وثاب من قاسان، سباهُ مُجاشعُ، فاشتراه ابن عباس.
ولما ذكره محمد ابن حزم في الطبقة الثانية من قراء أهل الكوفة، قال: مشهور بالقراءة والزهد، أخذت عنه قراءته حرفًا حرفًا، وحُفظت، أخذ القراءة عن: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيد بن نضيلة.
وذكره خليفة بن خياط، والهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة.
وزعم المزي أن "الكمال" كان فيه: توفي سنة ثلاث ومائتين.
قال: وهو خطأ. انتهى. الذي رأيت في نسخ "الكمال": ثلاث ومائة، وأيضًا فهو لا يتصور في ذهن ذي لب.