إبراهيم، وأبو حاتم الرازي، وابن زبر: مات سنة خمس وثلاثين، وكذلك خليفة في الطبقات، نظر؛ لإغفاله ما هو مبدأ به عند ابن حبان موافقًا لهؤلاء الجماعة وهو: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة، فكان ينبغي له أن يذكره مع هؤلاء لو رآه ونقل من أصل.
وفي قوله: ذكره محمد بن سعد في "الكبير" في الطبقة الثالثة، نظر؛ لأنه لم يذكره في الكبير إلا في الخامسة، وأنى يسوغ له ذكره في الثالثة وهي طبقة المتوفين في ثلاث ومائة وشبهه، وفي الرابعة المتوفون في الثلاثين والمائة؟ واللَّه تعالى أعلم.
وفي الثالثة من الصغير قال: كان عالمًا بالفتيا. وكأنه انقلب على كاتب "تاريخ ابن عساكر" الصغير بالكبير؛ فإنه في الصغير ذكره في الخامسة، وفي الكبير كما أسلفناه، وإلا ابن عساكر الذي نقل المزي هذه الترجمة من عنده لا يهم هذا الوهم.
وزعم المزي أن أبا زرعة الدمشقي ذكره في الطبقة الثالثة، وقد ذكرنا قوله في ترجمة يحيى بن أبي المطاع أنه قال: ذكره أبو زرعة في الطبقة الرابعة، وبينا الصواب في ذلك أنه ذكره مجاورًا ليحيى بن يحيى هذا في طبقة واحدة وهي الثالثة، ثم إن أبا زرعة لم يذكره في هذه وسكت، إما ذكر شيئًا لم يذكره المزي جملة، وهو عامل سليمان وعُمر على الموصل، فلو كان المزي نقل من أصل لرآه، ولكنا بينا في غير موضع أن ابن عساكر يذكر هذا وشبهه لغرض له، فيعتقد المزي أنه قد استوفى مقصود ذلك الكتاب، وليس كذلك. واللَّه أعلم.
وفي طبقات "علماء الموصل" لأبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي: يحيى بن يحيى الغساني، ولي الموصل لعُمر بن عبد العزيز: الحرب، والخراج، والقضاء، وكان محدثًا متفقهًا فصيحًا بليغًا، قال: ولاني عمر الموصل، فوجدتها من أكثر بلاد اللَّه تعالى سرفًا ونقبًا، وكتبت إليه أعلمه حال البلد، وأسأله: آخذ بالظنة فأضربهم على التهمة، أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه السنة؟ فكتب إلي: أن خذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة؛ فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم اللَّه تعالى.
قال يحيى: ففعلت ذلك، فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد، وأقلها سرفًا وَنَقبًا. روى عنه عبد العزيز بن حصين.
وفي "كتاب الصريفيني": ولد سنة أربع وستين في أيام يزيد، وكان سليمان بن عبد الملك ولاه قضاء الموصل، فلم يزل على القضاء بها حتى ولي عمر بن عبد العزيز، فأقره على الحكم، وعُمِّر، ومات بدمشق.
وقال أبو حاتم الرازي: يقال: إنه شرب شربة فشرق بها فمات.