وقيل من ولده، والأول أكثر، وهو أسيد بن أبي أسيد. كذا قاله المزي، وذكر عن ابن ماكولا أن البخاري جعلهما رجلين، قال: وهما واحد. انتهى.
أما التفرقة فعليها أبو موسى المديني إذ ذكر أسيد بن أبي أسد في الصحابة، وأبو حاتم البستي حين ذكرهما في "الثقات"، فذكر أسيد بن أبي أسيد في التابعين، وقال: تُوفي في خلافة أبي جعفر. فهو يشبه أن يكون هذا غير ابن أبي أسيد المذكور عند ابن سعد؛ لأن هذا من التابعين، وذلك ليس تابعيًّا وإن كان قد شاركه في الوفاة، وقد ذكرنا أنه البراد، واللَّه أعلم.
وذكر أبو حاتم -أيضًا- أسيد بن علي في أتباع التابعين، وأقرَّ البخاري على التفرقة: أبو حاتم وأبو زرعة، وأنكرا عليه في أسيد بن علي رواية موسى بن يعقوب عنه التي ذكرها المزي، قالا: إنما روى عنه ابن الغسيل، وأما ابن الكلبي فإنه ذكر لأبى أسيد ولدين: أسيد بن أبي أسيد الأكبر، وأسيد بن أبي أسيد الأصغر.
وأما الحديث الذي ذكره المزي من طريق أسيد هذا، عن أبيه، عن أبي أسيد جاء رجل من الأنصار فقال:"يَا رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلم؛ هَلْ أَبَرُّ والِدَيَّ بِشَيْءٍ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ . . . "(١) الحديث.
فزعم الخطيب في "فوائد أبي القاسم علي بن إبراهيم النسيب" أنه رواه عن ابن الغسيل: محمد بن عبد الواهب البغدادي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن عبد الحميد الحماني. ورواه عن ابن عبد الواهب: أبو القاسم البغوي. واختلف عليه.
فرواه عنه: عيسى بن علي بن داود بن الجراح، بفتح الألف، قال الخطيب: وكذا كان في أصله -يعني- البغوي، ورواه الدارقطني عن البغوي فقال: عن أبي أسيد بضم الألف وهو الصواب.
وكذلك رواه: عبد اللَّه بن إدريس، وأبو نعيم، ويحيى بن عبد الحميد، وإبراهيم بن أبي الوزير عن ابن الغَسِيل، مثل رواية الدارقطني لم يختلفوا فيه أنه عن أسيد بن علي بفتح الألف، وعن أبي أسيد بضمها، وروى عن موسى بن يعقوب، عن أسيد بن علي بضم الألف.
ورواه الهيثم بن عدي عن ابن الغَسِيل فقال: عن علي بن أسيد قلب اسمه، والقولان جميعًا خطأ والصواب قول الجماعة.
(١) أخرجه أحمد (٣/ ٤٩٧، ورقم ١٦١٠٣)، وابن عساكر (٦٢/ ٣٩٩).