وفي كتاب "الورقات" للصولي: أيمن بن خريم كان يُسَمَّى خليل الخلفاء؛ لإعجابهم به بحسن حديثه وعِلْمِه وفصاحته.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: أسلم يوم الفتح وهو غلام يفاع مع أبيه، وقال أبو الحسن الدارقطني: روى أيمن عن النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلم. وقال أبو منصور الباوردي في كتاب "الصحابة": له صُحبةَ ورواية.
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب "معرفة الصحابة": له رؤية، روى عنه: المعرور بن سويد، والربيع بن عميلة، وحبيب بن نعمان. وذكره ابن أبي خيثمة في "تاريخه الكبير" في جملة الصحابة ولم يتردد، وكذا الطبراني وأبو القاسم البغوي. وقال أبو القاسم بن عساكر في "تاريخه": له صُحبة.
وفي قول المزي: قال أبو عبيد اللَّه المرزباني في "طبقات الشعراء": كان أبرص، ولأبيه صُحبة، وقيل: إِنَّ لأيمن أيضًا صُحبة، وله مع عمر خبر ورثى عثمان، نظر؛ لأن المرزباني ليس له كتاب اسمه "طبقات الشعراء" -فيما أعلم- إنما له كتاب "معجم الشعراء" في خمسة أَسْفَار ذكر فيه الجاهليين والإسلاميين والمحدثين والمخضرمين، وهذا هو الذي ذكر فيه الكلام الذي نقله المزي، ولم ير الكتاب، وإنما نقله فيما أظن من "تاريخ دمشق"، وابن عساكر لم يقل في كتاب "الطبقات" إنما قال: وقال المرزباني، فذكره.
وأراد المزي أن يُعَلِّم قارئ كتابه أنه لم ينقله من "كتاب ابن عساكر" إنما نقله من كتاب آخر، وفي الذهن أن الشعراء يذكرون على الطبقات، فتوهم أن المرزباني له كتاب "طبقات الشعراء" كابن سلام، وابن قتيبة، ودعبل بن علي الخزاعي، والشريف الموسوي، وأبي علي المصري، وهشام الكلبي، وأبي عبد اللَّه الأزدي صاحب كتاب "الترقيص"، وأبي محمد اليزيدي، وغيرهم، فحَداه ذلك على الوهم.
وللمرزباني كتاب آخر سَمَّاه "الكامل" هو عندي في ستة أسفار كِبَار ذكر فيه آلات الكتابة. وكتاب آخر سَمَّاه "الْمُسْتنير" في نحو من ثلاثين سِفْرًا عندي منه أسفار ذكر فيه الشعراء المولدين. وكتاب سَمَّاه "المنحرفين من الشعراء عن أمير المؤمنين" في سِفْرين هُمَا عندي، عليهما خطه. وكتاب "طبقات المعتزلة" في سِفْرين عندي بعضهما. وكتاب سَمَّاه "الغاية في آلات الحرب" رأيتُ مِنْهُ قديمًا مجلدة ثالثة هي آخر الكتاب، واللَّه أعلم.
ويزيد ذلك وُضُوحًا أن محمد بن إسحاق لم يذكر في الفهرست تَصْنِيفًا له في