الحديث فيرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه.
وقال الجريري: قال لي أيوب: إني أخاف ألا تكون المعرفة أبقت لي عند اللَّه حسنة، إني أمر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن أحد منهم يعرفني، فيردون عليَّ ويسألوني مسألة كأن كلهم قد عرفني، وكان تزوج امرأة اسمها: أم نافع، وكان إذا أتى ابن سيرين يقول (١): [الطويل]
إذا سرت ميلا أو تغيبت لساعة ... دعتني دواعي الحب من أم نافع
وقال علي بن عبد اللَّه البصري: دعا أيوب ابن عون وأصحابه إلى طعام، فجاءت الخادم بقدر تحملها، وفي البيت بنية لأيوب تدب قال: فعثرت الجارية فسقطت القدر من يدها على الصبية فماتت، قال: فوثبوا إليها، قال: فجعل أيوب يسكنهم عنها، ويقول: إنها لم تتعمدها طالما رأيتها تقبلها.
وفي كتاب "سير السلف": قال عبد الواحد بن زيد: كنت مع أيوب على حراء فعطشت جدًّا فلما رأى ذلك في وجهي قال: أتستر عليَّ؟ فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حيًّا، فغمز برجله الجبل فنبع الماء فشربت، وحملت معي من الماء، ولما صرت به مات.
وفي "كتاب ابن أبي خيثمة"، قال أبو سُليمان النميري: رأيت سالم بن عبد اللَّه يسأل عن منازل البصريين هل قدم أيوب؟ فلما رآه أيوب جمح إليه فعانقه، قال: وعجل بضمه إليه قال: وإذا رجل حسن عليه ثياب حسنة فقلت: من هذا؟ قالوا: سالم بن عبد اللَّه بن عمر.
وسئل إسماعيل ابن علية عن حُفَّاظ البصرة فذكر أيوب وابن عون والتيمي والدستوائي وسليمان بن المغيرة.
وفي "تاريخ البخاري": لحن أيوب عند قتادة فقال: استغفر اللَّه. قال أبو عبد اللَّه: ويُقال: هو مولى طهية ومواليه أحلاف بني الحريش.
وقال الباجي: قال فيه هشام بن عروة: هو أيوب بن ميسرة، وكان أبوه من سبي سجستان. وقال الدارقطني: هو من الْحُفَّاظ الأثبات. وقال نافع: اشترى لي هذا الطيلسان خير مشرقي رأيته أيوب.
قال ابن أبي خيثمة: قال حماد: كان أيوب يطلب العلم إلى أن مات، وسمعته