خرج أبو حاتم البستي حديثه في "صحيحه"، وكذلك أبو عوانة الإسفرائيني، وأبو عبد اللَّه بن البيع، وقال عثمان بن أبي شيبة فيما ذكره عنه ابن شاهين: صدوق.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة" قال ابن مهدي: لو ترك لي أمر ما عدلت عن بشر بن منصور.
وقال ابن علية: بصري خيار، وكان بشر يقبض على لحيته ويقول: أطلب الرئاسة بعد سبعين سنة؟
وفرَّق الحافظ أبو الفضل الهروي في كتاب "المتفق والمفترق" بينه وبين الحناط.
ولما ذكره ابن حبان في "جملة الثقات" قال: كان من خيار أهل البصرة وعبادهم، مات بعد ما عمي سنة ثمانين ومائة.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أيوب سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أجمع من ابن المبارك ولا من بشر بن منصور.
وقال يعقوب بن شيبة في "مسنده" الفحل: كان قد سمع، ولم يكن له عناية بالحديث كعناية من خالفه، وله أخبار منها: أن ابن المبارك قال: كان قد سمع ودفن كتبه، ما رأيت أخوف للَّه تعالى منه، كان يصلي كل يوم خمس مائة ركعة، وكان قد حفر قبره، وختم فيه القرآن، وكان ورده كل يوم ثلث القرآن، وكان ضيغم صديقًا له، صيَّر الليل أثلاثًا: ثُلث يُصَلِّي فيه، وثُلث يدعو، وثُلث ينام، مات ضيغم وبشر في يوم واحد.
وقال ابن مهدي: ما رأيت أحدًا أقدم في الرقة والورع مثله. وذكره ابن شاهين في جملة "الثقات" وقال: قال أحمد: كان ابن مهدي مُعجبًا به.
وفي "كتاب المنتجالي": قال أحمد: هو رجل صالح، وقال: قال ابن مهدي: كان من الذين إذا رءوا ذكر اللَّه، كنت إذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة، رجل مُنْبَسط ليس بمتماوت ذكي فقيه، وما رأيته فاته التكبيرة الأولى، وما رأيته يصلي في الصف الثاني قطُّ، ولا. . . سائل قطُّ إِلا أَعْطَاه وأوصى بذلك أهله.
وقال له سفيان يومًا: أتحب أن لك مائة ألف؟ فقال: لأن تندر عيناي أحبُّ إليَّ من ذلك، وكان من بني سليمة من أنفسهم.
وقال ابن وضاح: صَلَّى بشر يومًا فأطال الصلاة، ورجل خلفه ينظر إليه، فلما قضى بشر انصرف وقال له: يا هذا؛ لا يعجبك ما رأيت مني، فإن إبليس عَبَدَ اللَّه مع الملائكة كذا وكذا. وذكره ابن خلفون في "الثقات".