للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذهبي، وكان فراغه من تأليفه في السابع والعشرين من شهر رمضان عام (٧٢٠ هـ)، وذلك بعد حوالي عام من فراغه من "التذهيب"، ويكفي "الكاشف" أنه من مصنفات هذا الإمام، لا سيما أن تأليفه له كان بعد اكتماله في هذا الفن، فقد ألَّفه وله من العمر سبع وأربعون سنة، وسبقه قليلا تأليفه "تذهيب التهذيب" كما تقدم، وألف في العام نفسه "المُغْني في الضعفاء".

ويكفيه أن مصنِّفه الإمام قال عنه في مقدمته: هذا مختصر نافع. . . .

و"الكاشف" هو الكتاب الرابع، المتفرع عن الكتاب الأول "الكمال في أسماء الرجال" للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي، المتوفَّى سنة (٦٠٠ هـ)، رحمه اللَّه تعالى.

ويلي كتاب "الكمال": "تهذيب الكمال" للإمام الحافظ أبي الحجاج المزي، المتوفَّى سنة (٧٤٢ هـ)، رحمه اللَّه تعالى، فهو الثاني.

ويليه: "تذهيب تهذيب الكمال" للمصنف الذهبي؛ فهو الثالث.

ويأتي من بعده: "الكاشف"؛ رابع هذه السلسلة.

ويساويه في التسلسل: "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" للخزرجي، المتوفى بعد سنة (٩٢٣ هـ).

كما تفرع عن "تهذيب الكمال" صنو التهذيب، هو "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر، المتوفى سنة (٨٥٢ هـ)، رحمه اللَّه تعالى.

وتفرع عن "تهذيب التهذيب": "تقريب التهذيب" لابن حجر نفسه.

فتكون هذه الكتب الثلاثة بمرتبة واحدة في التسلسل، وهي: "الكاشف"، و"التقريب"، و"الخلاصة".

٢ - مكانة الكتاب:

إن "الكاشف" كتاب تقتحمه العيْن من صغر حجمه، إذا ما قِيس بالكتب الكبيرة في هذا العِلم الشريف، لكنَّه في حقيقته معلِّمٌ مدرَّبٌ، ومحررٌ معتمدٌ.

وللحقيقة والإنصاف أقول: إنه كتاب دربة وتعليم وتأسيس، أكثر من كونه مَرْجِعًا لحُكم نهائي في الجرح والتعديل، وأما "التقريب" فهو على خلاف ذلك، هو مرجع لأخذ خلاصة في الجرح والتعديل، أكثر منه مدربًا معلمًا. ولا ريب أن الرجوع إلى الكتابين معًا، خير ما يسلكه المبتدئ في هذا العلم.

قال تاج الدين السبكي رحمه اللَّه تعالى، وهو يعدد مصنفات شيخه الذهبي:

<<  <  ج: ص:  >  >>