قال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، لعشر مَضين من المحرم. زاد الصريفيني: وهو في عشر المائة. وفي "تاريخ المطين": لعشر بقين من المحرم، وكان يخضب.
وقال الحافظ أبو يعقوب القراب: حديثه مضطرب. وقال ابن سعد: كان إمام مسجد بني حِمَّان، وكان يضعف.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه، فقال: لم أكتب عنه، في أحاديثه مناكير، وما زلت أراه وأجالسه، وكان رجلا صالحًا. وقال البزار: كان كثير الخطأ ليس يُحدث عنه رجل من أهل العلم، إنما يحدث عنه قوم فاتتهم أحاديث كانت عنده، أو رجل غبي.
وذكره العقيلي في جملة الضعفاء، وقال عن أحمد: أحاديثه موضوعة مكذوبة. وقال مسلمة: روى عنه من أهل بلدنا: ابن مخلد، وهو مولى يحيى بن عبد الحميد الحماني من فوق، وجُبارة ثقة، إن شاء اللَّه تعالى. انتهى.
بقي قد ذكرنا عنه من غير وجه أنه لا يروي إلا عن ثقة. وقال الحاكم في "تاريخ نيسابور" إثر حديث رواه من حديثه: هذا ينفرد به جُبارة، وهو لا يُقبل منه.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحماني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المُستقيمة، لِمَا شَانَهَا من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها، فخرج بها عن حد التعديل إلى التجريح.
سمعت يعقوب بن إسحاق، سمعت صالح بن محمد، سألت ابن نمير عن جبارة، فقال: ثقة. فقلت: إنه حدثنا عن ابن المبارك، عن حميد، عن أبي الورد، عن أبيه: رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلم رجلا أحمر، فقال:"أَنْتَ أَبُو الْوَرْدِ". فقال ابن نمير: هذا منكر.
قلت: وقد ثنا عن حماد بن زيد، عن إسحاق بن سُويد، عن يحيى بن يَعْمر، عن ابن عمر: أن رجلا نادى النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فقال:"لبيك". قال ابن نمير: وهذا منكر، ثم قال ابن نمير: حسبك، ثم قال: أظن أن بعض جيرانه أفسد عليه كتبه. فقلت له: يعني: يحيى الحماني. فقال: لا أُسَمي أحدًا (١).
وفي "كتاب ابن الأخضر" عن أبي زرعة: قال لي ابن نمير: ما هو عندي ممن
(١) أخرجه تمام ٢/ ٢٤١، رقم ١٦٢٩. قال الهيثمي ٩/ ٢٠ رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن المغلس وثقه ابن نمير وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.