قال أبو زرعة: وهو أَسَنّ من أبي إدريس؛ لأنه قد ثبت له إدراك عُمر، وسمع كتابه يُقرأ بحمص، فأما معاذ بن جبل، فكلاهما لم يصح له منه سماع، فإذا تحدث جُبير عن مُعاذ، أُسند ذلك إلى مالك بن يخامر، وإذا تحدث أبو إدريس عن معاذ، أسند ذلك إلى يزيد الزبيدي.
قال أبو زرعة: وممَّن أدرك زمن عبد الملك والوليد جميعًا: جبير بن نفير فيما ذكره حَيوة بن بقية، عن صفوان، عن أبي الزاهرية، عن جبير، وحَمله الوليد بن عبد الملك على البريد، ومات عبد الملك سَنَة ست وثمانين. وذكر معاوية بن صالح وعبد اللَّه الأشعري، أنه أدرك إمارة الوليد بن عبد الملك.
وقال ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام: كان جاهليًّا، أسلم في خلافة أبي بكر، ومات سنة خمس وسبعين، وفي رواية ابن أبي الدنيا عنه: مات سنة ثمانين، وفي رواية الحسين بن الفهم: وكان ثقة فيما روى من الحديث.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وهي العلماء. وابن سُميع في الطبقة الأولى من التابعين. وقال البلاذري: أسلم في خلافة أبي بكر.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: هو من أجل تابعي الشام. وقال يعقوب بن شيبة: مشهور بالعلم معروف، ويقال: إنه كان جاهليًّا وأسلم في خلافة أبي بكر. وقال الآجري: سمعت أبا داود ذكر جُبير بن نفير، فقال: أكبر تابعي أهل الشام.
وقال العجلي: شامي، تابعي، ثقة. وفي "كتاب ابن خلفون": قال أحمد بن صالح: سُئل يحيى بن معين عن جُبير بن نفير: من أدرك من الصحابة؟ فقال: أبا بكر، وعمر، وهلم جرا، إلى ابن عباس، وهو من كبار التابعين. قيل لأحمد بن صالح: فأدرك جبير معاذ بن جبل؟ قال: ينبغي أن يكون قد أدركه. قال أحمد بن صالح: ما شبهت جبير بن نفير إلا بأبي عثمان النهدي، وقيس ابن أبي حازم. وفي "تاريخ القدس": كان ثقة فيما روى من الحديث.
وفي "كتاب العسكري": جبير بن نفير هما اثنان، فذكر بعضهم أن جبير بن نُفير الكندي هو الذي وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وأن جبير بن نفير الحضرمي هو الأصغر التابعي، وقيل: إن الذي وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم هو نفير والد جبير.