وفي كتاب "التلخيص" للحافظ أبي بكر الخطيب، عن ابن المديني: ثقة، ثابت الحديث. قال أبو بكر: وهو معروف الحديث. وقال أبو عُمر ابن عبد البر في كتاب "الاستغناء في معرفة الكنى": هو ثقة عندهم. وفي "كتاب ابن الجوزي"، عن يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال الرازي: ليس به بأس. انتهى.
ويشبه أن يكون وَهْمًا، وأنه تداخلت عليه ترجمة في أخرى، وأن هذا القول لم أره عنهما إلا في ترجمة جعفر بن الحارث، وقد أشبعنَا القول في هذا في كتابنا المسمى بـ "الاكتفاء في تنقيح الضعفاء"، وكذا قوله: هو واسطي، ولم أر من ذكره كذلك، وإنما تداخلت عليه ترجمته بالذي بعده، واللَّه تعالى أعلم. وذكره ابن شاهين في جملة الثقات، وكذلك الحاكم النيسابوري.
وقال أبو جعفر البغدادي: سُئل يحيى عن أبي الأشهب، فقال: ليس هو من أهل الحديث. وفي كتاب "الثقات" لابن خلفون: قال ابن وضاح: سمعت أبا جعفر محمد بن مسعود يقول: جعفر بن حيان بصري ثقة. وقال ابن صالح: أبو الأشهب ثقة.
وقال سعيد بن عثمان: سألت ابن السكن عن أبي الأشهب؟ فقال: ثقة.
وكذا قال ابن نمير. ونسبه ابن السمعاني جُفْريًّا، قال: لأنه إنما قيل: وُلد عام الجُفرة فنُسب إليها، وهو ثقة توفي سنة سبعين أو إحدى وسبعين. وفي "كتاب ابن الأثير": توفي سنة ثلاث وستين ومائة.
وذكر المزي أن جعفر روى عن أبي الجوزاء العطاردي، وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": ثنا موسى بن إسماعيل، قال: كان حماد بن زيد يقول: لم يسمع أبو الأشهب من أبي الجوزاء؛ لأن أبا الجوزاء مات قبل فتنة ابن الأشعث. انتهى كلامه. وكأنه غير جيد؛ لأن البخاري ذكر عنه مسندًا في تفسير (سورة النجم) أنه قال: ثنا أبو الجوزاء، فذكر حديثًا.
ولم ينبه المزي على ما في كتاب "الكمال" من قوله: قال البخاري، عن يحيى بن بكير: مات سنة وثلاثين ومائة. وهو وَهْم بغير شك، تداخلت عليه ترجمة في أخرى، وبيانه: أن البخاري ذكر في "تاريخه الكبير، والأوسط، والصغير": أن جعفر بن حيان مات في آخر يوم من شعبان سنة خمس وستين، لم يختلف قوله في واحد من "تواريخه".