خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: كان فيه تحامل على بعض السلف، وكان لا يكذب في الحديث، ويُؤخذ عنه الزهد والرقائق؛ فأما الحديث، فعامة حديثه عن ثابت وغيره فيها نظر ومنكر. وقال ابن سعد: كان ثقة وربما ضُعف، وكان يتشيع.
كذا هو في نسختِي وهي صحيحة، والذي نقله عنه المزي: وبه ضعف، لم أره ولا أستبعده، فيُنظر، وغالب الظن أن المزي إنما نقله من كتاب "الكمال". وذكره أبو بشر الدولابي وأبو جعفر العقيلي في جملة الضعفاء، زِيد: بصري نسبه إلى الرفض.
وفي "كتاب أبي العرب": قال أحمد بن محمد بن زياد: سمعت أبا داود، سمعت إسحاق بن إبراهيم يحدث أحمد بن حنبل، قال: ما أعلم أني جلست مجلسًا عند حماد بن زيد إلا نهى فيه عن: جعفر بن سليمان وعبد الوارث، قال أبو العرب: جعفر للتشيع، وعبد الوارث للقدر. وهو خلاف ما ذكره المزي: كان حماد بن زيد لا ينهي عنه، واللَّه أعلم.
وقال السعدي: روى أحاديث مناكير، وهو ثقة متماسك، وكان لا يكتب. وفي "كتاب ابن البرقي": قيل ليحيى بن معين: إن يحيى كان لا يروي عنه، فقال: كان ابن مهدي يروي عنه، فما يسوي قول يحيى فيه شيئًا، رأيته يثبته. وقال أبو الحسن الكوفي: ثقة.
وقال الدوري: كان جعفر إذا ذكر معاوية شتمه، وإذا ذكر علي قعد يبكي. وقال يزيد بن هارون: كان جعفر من الخائفين، وكان يتشيع، وكان ثقة، حديثه حديث الخائفين. وقال ابن أبي شيبة: وسألته -يعني: علي بن المديني- عن جعفر بن سليمان، فقال: هو ثقة عندنا.
وفي موضع آخر: أكثر عن ثابت وبقية أحاديثه مناكير، وقال حماد بن زيد: كان جعفر يطلب الحديث لنفسه، لم يكن يطلبه للناس. وقال السمعاني: كان ثقة متقنًا وكان يبغض الشيخيْن.
وقال الساجي: لم يسب الشيخيْن قط.
وقال عبد الرازق بن همام: كان فاضلا.
وخالف هؤلاء جميعهم الحاكم النيسابوري، فذكره (فيمن عيب على مسلم إخراج حديثه في الشواهد)، بقوله: والذي عندنا أنه صدوق، وإنما أُتي من النَّصب، كان يبوح بأن طابق فالوذ أحب إلي من علي بن أبي طالب. فينظر، واللَّه تعالى أعلم.
وذكره ابن شاهين في الثقات والضعفاء، وقال في المختلف فيهم: إنما تكلم فيه