وَثَّقه ابن عساكر، ومات سنة أربع وثمانين ومائتين. وهو والد صاحب حر بن فيل. والصواب: والد أبي الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل. ("السير" ١٤/ ٥٣٦ - ٥٢٧).
وتستطيع المقارنة بينهما بسهولة.
ويلاحظ على "تهذيب التهذيب" أنه ينقل كلام علماء الجرح والتعديل، ولكنَّه لا يذكر رأيه فيه بتاتًا، فلا بد من الرجوع لكتابه "التقريب" له، لنعرف رأيه في الراوي، ولا سيما المختلف فيه.
والحقيقة التي لا مِرْيَة فيها، أن كتاب "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر، كتاب قَيِّم مُحَرَّرٌ مفيدٌ، وقد بذل الحافظ ابن حجر فيه جهدًا كبيرًا واضحًا، وقد اختصر ما يستحق الاختصار، وزاد ما يستحق الزيادة، وحَرَّر وهَذَّبَ، واستعان -مع اطلاعه الواسع- بعددٍ من المصنفات في إخراج هذا الكتاب بشكل مرضي، فجزاه اللَّه خيرًا على صنيعه هذا، وأجزل مثوبته.
وهو أجودُ الكتبِ وأدقُّها بين الكتب التي عَملت على اختصار وتهذيب كتاب الحافظ المزي، وعلى وجه الخصوص هو أجود من كتاب "تذهيب التهذيب" للذهبي؛ للميزات الكثيرة التي تُميزه عنه، التي أشار إليها ابن حجر في مقدمة كتابه "تهذيب التهذيب".
وما قاله الحافظ عن كتاب "الكاشف"؛ ففيه نظر، وسوف نقارن بينهما أثناء الكلام على ترتيب "التقريب". وأما ما يقوله البعض في هذه الأيام من أن: الحافظ ابن حجر قد اختصر كتاب المزيِّ، فأخلَّ بكثير من مقاصده. بل ربما بالغ بعضهم؛ فقال: لقد نَسَخَ ابن حجر كتابَ المزيّ وأفسده؛ محتجين بأن الحافظ ابن حجر قد حذف كثيرًا من شيوخ وتلاميذ كثير من المترجَمين، وأنَّ ذِكْرَ هؤلاء الشيوخ والتلاميذ له فائدة كبيرة، لا تخفى على المشتغلين بالحديث وعلم الرجال.
فالجواب: أنَّنَا لا نُنكر فائدة ذكر هؤلاء الشيوخ والتلاميذ، لكن يقال: إن موضوع الاختصار والتهذيب هو هذا، وليس كل مراجع يستفيد من معرفة كل هؤلاء الشيوخ والتلاميذ، ومن أراد التوسع أو احتاج إلى معرفة بعضهم، فليرجع إلى الأصل؛ إذ من المعروف أنه لا تغني المختصرات عن أصولها في كل شيء.
ومن جهة ثانية، فليس في الكتاب ما يُنْتَقد إلا هذا، مع أن في اختصار كثير من