صدوق. وفي "مشيخة النسائي": ثقة. وخرج الحاكم حديثه في "صحيحه"، وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب "الصلة": ثقة، أنبا عنه غير واحد، ومات في آخر سنة تسع وأربعين أو خمسين ومائتين.
وفي كتاب "الوفيات" عن أبي القاسم ابن بنت منيع البغوي: وفيها -يعني: سنة ثمان وأربعين- مات الحارث بن مسكين، وعبد الملك بن شعيب. وزعم الخطيب في "تاريخه" أن هذا وَهْم، والصواب ما ذكره ابن يونس. انتهى.
ولم يذكر دليلا على وَهْمه وهو إمام، وقد حكينَا عن مسلمة أيضًا خلاف قول ابن يونس، فليس أحد القوليْن بأَوْلَى من الآخر إلا بدليل مرجح، فإن قيل: ابن يونس أقعد بالمصريين، قيل له: ومسلمة أيضًا له قعدد فيهم، فيما قاله غير واحد من الأئمة، لا سيما وقد قال: ثنا عنه غير واحد، والبغوي فيمن أخذ عنه، وهو أخبر بشيخه وبوفاته، واللَّه تعالى أعلم.
وقد رأينا العلامة عبيد اللَّه ابن أبي القاسم عبد المجيد بن سليمان، المتوفي في حدود الأربعين وثلاث مائة، ذكر في "تاريخه": أنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين في أحد الربيعيْن. وكذا رأيته بخط الشيخ قطب الدين عبد الكريم المنبجي، عفا اللَّه تعالى عنه -حاشية على كتاب-، ولم يعزه لقائله، واللَّه تعالى أعلم.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ": توفي ليلة الاثنين لثلاث بقين من ربيع الأول بعد غروب الشمس، ودُفن يوم الاثنين بعد العصر سنة خمسين، وهو ابن أربع وتسعين سنة. وذكر أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي، المعروف بـ (ابن الطحان) في كتاب "الرواة عن مالك" تصنيفه: أن الحارث بن مسكين قال: حججت، فرأيت رجلا في عمارية فسألت عنه، فقيل: هذا مالك بن أنس، فرأيته ولم أسمع منه.
وتقدم إليه رجل في دعوى، يقال له: إسرافيل، فقال له: ما حملك على التسمي بأسماء الملائكة؟ فقلت له: قال اللَّه تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ}[الزخرف: ٧٧] وقد تسمى به مالك بن أنس، وقد تسمى الناس بأسماء الشياطين، فلم يعبه أحد، هذا إبليس كنيته: أبو الحارث، وفي نسخة الحارث.