عيسى الحنظلي، شيخ طوال، أبيض الرأس واللحية، وكان يظهر أمر الحديث ويسر الرأي جهده، ذكرته لإسحاق بن إبراهيم فلم يَنْبَسِط لذكره.
قال الحاكم: أظنُّ قول إسحاق فِيمَا يمسك الحسن عن نُقْصَان الإيمان على مذهب ابن المبارك.
وقالت صفية بنت الحسن بن عيسى: كَتَبَ إِلينَا أبي الحسن من العراق: أنتم لَمْ تَرْضوا منِّي بالزيادة، حَتَّى أقررت بالنقصان. تعني في الإيمان.
وقال محمد بن الحسن: لَمَّا قَدِم الحسن بغداد امتحن في الإيمان وهجره بعض أصحاب الحديث؛ ثُمَّ اجْتَمَعُوا إليه وقالوا: بَيِّن لَنَا مذهبك في الإيمان، فقال: هو قول وعمل، يزيد وينقص. قال: لي أستاذان: ابن المبارك، وابن حنبل، فكان عبد اللَّه يقول: يزيد وتوقف في النقصان، فإن قال أحمد ينقص قلت بقوله، فذهبوا إلى أحمد فأخذوا خطه يزيد وينقص، فقال الحسن: هو قولي حَتَّى رضوا بذلك عنه.
روى عنه: أحمد بن محمد بن عاصم الرازي، وفاطمة بنت محمد بن الحسين الماسرجسية أخت أبي العباس، وأحمد بن الخليل، ومحمد بن شاذان، وعلي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى عنه وجادة، ومحمد بن عبد اللَّه بن يوسف، وإبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وأحمد بن محمد بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة، والحسن بن علي بن مخلد، والحسين بن محمد بن زياد، وروى عن: عبد اللَّه بن إدريس.
تركت تاريخ نيسابور مشتغلا ... بذكر ما يتأتى من عواليكا
وليس يهمله من كان يعرفه ... لاسيما مَنْ تصدَّى في مراقيكا
وقال ابن قانع: كان أصم، وفي كتاب "الجرح والتعديل"، عن الدارقطني: ثِقة. وقال ابن عساكر: مات لليلتين خَليا من المحرم سنة أربعين.
وفي مشيخة أبي القاسم البغوي: كان دينًا وَرِعًا، قال ابن الأخضر: روى عنه البخاري ومسلم.
وفي إنكار الْمِزِّي أَنْ يكون النَّسائيّ روى للحسن بن غليب نظر؛ لذكر النسائي له في "أسماء شيوخه".