أبو علي النيسابوري الحافظ، المعروف بـ:(القبَّاني)، قال أبو عبد اللَّه الحاكم: هو أحد أركان الحديث، وحُفَّاظ الدنيا، رحل وأكثر السماع، وصنَّف المسند، والأبواب، والتاريخ، والكُنى، ودوَّنت عنه، سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن يعقوب يقول: كان الحسين القبَّاني مِنْ أحفظ الناس لحديثه، وأعرفهم بالأسامي والكُنى، وكان مجتمع أهل الحديث بعد مسلم بن الحجاج عنده، روى عن عبد اللَّه بن محمد بن سالم، ومحمد بن يوسف. . .، روى عنه يوسف بن يعقوب أبو القاسم السوسي. قال: وقال الحافظ أبو علي: كتبت هذا الحديث - يعني: حديث شريح بن يونس، عن هارون بن مسلم، حدَّثنا أبان، عن يحيى، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة قال: دخل عليَّ أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة، فقال: غُسلك هذا للجنابة أو الجمعة؟ فقلت: بَلْ مِنْ جَنابة، قال: فأعد غسلا للجمعة؛ فإن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم كان يأمرنا به - عني محمد بن إسماعيل البخاري، ورأيته في كتاب بعض من كتب عنه عني.
وخرَّج حديثه في "مستدركه"، فقال: أنبا الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن زياد القبَّاني، وفي موضع آخر روى عن محمد بن صالح وغيره عنه، وفي "كتاب الحافظ أبي إسحاق الصريفيني": سمع بدمشق أحمد بن جوصاء، وبالرِّقة الحسين بن عبد بن يزيد القطَّان الرقي، وبمصر أبا عبد الرحمن النسائي، وبهراة محمد بن عبد الرحمن القرشي، وبالكوفة عبد الرحمن بن زيدان البجلي، وبالري أبا حاتم الرازي، وبالبصرة محمد بن الحسين مكرم، وببغداد أبا الفضل جعفر بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني، وبمكة الفضل بن محمد الجندي، وبالأبلة أبا يوسف يعقوب بن خليفة بن حسَّان الأبلي، وبحلب علي بن عبد الحميد الغضايري، وصنَّف كتاب "الوحدان". ولما ذكره أبو سعد السمعاني وأبو نصر بن ماكولا، قالا: كان أبو علي أحد أركان الحديث، وحُفَّاظ الدنيا.
وفي قول الْمِزِّي: وذكر الحاكم أبو عبد اللَّه وغيره أن البخاري روى عنه. نظر؛ وذلك أَنَّ الحاكم قد أسلفنا كلامه في تاريخه، وقال في "المدخل" في باب ما أخرج البخاري وحده: حسين؛ قال لنا خلف: أنه ابن يحيى بن جعفر البيكندي. هذا لفظه في "المدخل".
وفي كتاب "تقييد المهمل" للحافظ أبي علي الجياني: وقال -يعني: البخاري- في كتاب (الطب): حدَّثنا الحسين، عن أحمد بن منيع، عن مروان، حدَّثنا سالم عن سعيد،