ما أدري ما ذاك! كالمنكر له. وقال: ما سمعت هذا إِلا من ابن أبي شيبة.
قال: قلت له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أَدْرِي رواه غيره أم لا؟ ثم سمعته بعد من غير واحد عن حفص، ثُمَّ قال أبو عبد اللَّه: إِنَّمَا هو حديث يزيد بن عطا. وقال أبو زرعة: رَوَاه حفص وحده.
وقال أبو داود: قال علي بن المديني: . . . حفص نفسه، يعني حين روى حديث عبيد اللَّه، وإِنَّمَا هو حديث أبي البزري.
. . .، سُئل صالح بن محمد جزرة عن حديث حفص، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه:"مَنْ أقال مسلمًا عثرته أقاله يوم القيامة (١) "، فقال: حفص لما ولي القضاء جَفَا كتبه، وليس هذا الحديث في كتبه، وفي رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى: هذا الحديث مما قيل: إِنَّ حَفْصًا تفرَّد به عن الأعمش، وقال الحسين بن حميد: سمعتُ أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في ابن معين ويقول له: مِنْ أين حدَّث حفص عن الأعمش: مَنْ أقال نادمًا؟ هو ذا كتب حفص عندي، وكتب ابنه عمر، وليس فيه من ذا شيء.
قال ابن عدي: وقد روى هذا الحديث مالك بن سعيد، عن الأعمش، وما قاله أبو بكر بن أبي شيبة -إن كان قاله- فإن الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته في ابن معين، فإن يحيى أوثق وأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك، وقد حدَّث به عن حفص غير يحيى، وهو زكريا بن عدي من رواية أبي عوف البروزي عنه، وقال أحمد بن صالح العجلي: فقيه البدن، وكان مِمَّن وضعه القضاء.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أبا عبد اللَّه عن حفص: كم روى عن جعفر بن محمد مالك أو شُعبة؟ قال: ما فيهما إلا ثبت، ولمالك أشياء تفرَّد بِهَا، ولشُعبة أشياء خَصَّ بِهَا.
قلت: فمن أثبت عندك: شُعبة أو حفص بن غياث؟ فقال: ما فيهما إِلا ثَبت، وحفص أكثر رواية، والقليل من شُعبة كثير.
وذكر الْمِزِّي وفاته عن هارون بن حاتم السهمي، وفيه نظر؛ لأن هارون إنما ذكره عن. . . .
(١) أخرجه ابن حبان ١١/ ٤٠٥، رقم ٥٠٣٠، والبيهقي ٦/ ٢٧، رقم ١٠٩١٣.