وفي "الأوسط" قال: حدَّثني إسحاق بن نصر، قال: مات أبو أسامة سنة إحدى ومائتين، وأَمَّا "التاريخ الصغير" فلم يذكر وفاته فيه.
وفي "كتاب أبي نصر الكلاباذي" ما يوضح لك أَنَّ البخاري لم يقل هذا، قال أبو نصر: مات سنة إحدى ومائتين، قال البخاري: حدَّثني إسحاق بن نصر بهذا.
وذكر أبو داود أنه مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين.
وقال ابن نمير مثل البخاري، وكذا ذكره أيضًا عن البخاري أبو الوليد في كتاب "الجرح والتعديل" وغيره. وكأن نص صاحب "الكمال" أخطأ من قول إلى قول.
والذي رأيته نص على عُمره ثمانين: أبو حاتم البستيّ في كتاب "الثقات"، قال: وكان مَوْلَى للحسن بن سعيد، وكان الحسن بن سعيد مَوْلَى للحسن بن علي. وقال أبو عمر النمري في كتاب "الاستغناء": كان ثِقة حافظًا ضابطًا مقدمًا في حفظ الحديث ثَبْتًا. وقال العجلي: كان ثقة وكان يُعد من حُكَماء أصحاب الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في جملة الثقات قال: قال أبو الفتح الأزدي: قال سفيان بن وكيع: جلست أنا والقاسم العنقزي، ومحمد بن عبد اللَّه بن نمير، وأبو بكر ابن أبي شيبة فنظرنا فيما يحدث به أبو أسامة، فعرفنا عامته، ومن أين أخذه من رجل رجل، حديث هشام بن عروة، وحديث ابن أبي خالد، وحديث مجالد، وحديث ابن جريح كان يتبع كتب الرواة فيأخذها فينسخها.
قال سفيان بن وكيع: ذاكرني محمد بن عبد اللَّه بن نمير شيئًا من أمر أبي أسامة في الحديث، وجعل يتعجب، وقال: ابن المحسن لأبي أسامة يقول: إنه دفن كتبه، ثم تتبع الأحاديث بعد من الناس. قال سفيان بن وكيع: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة كان أمره بينًا، وكان من أسرق الناس لحديث جيد.
وفي كتاب عباس، عن يحيى: كان أروى عن هشام من حماد بن سلمة. قال: وقال أبو أسامة: كانت أمي شيعية. قال يحيى: وكان يروي عن عبيد اللَّه بن عمر خمس مائة حديث إلا عشرين كتبها كلها عنه، وكان ابن نمير يروي عنه أربع مائة حديث.
وقال ابن قانع: أبو أسامة كُوفي صالح الحديث. وذكر له الخطيب رواية عن مالك بن أنس، رحمه اللَّه تعالى.
وفي "تاريخ" يعقوب بن سفيان: كان أبو أسامة، إذا رأى عائشة في الكتاب حكها، وليته لا يكون إفراط في الوجه الآخر.