الطيب أين يكون الشراب؟ قال: مع الخبيث، قال: فترضى أَنْ تكون مع الخبيث؟ قال: اذهب فصب كل شيء في البيت. فأعقبه اللَّه الصوم فكان يصوم إلى أن مات.
وقال الخليلي: ثقة متفق عليه عالم بالقراءات رضيه الأئمة.
وفي قول المزي: ذكره الحضرمي، وموسى بن هارون، والبغوي، وابن حِبَّان أنه مات سنة تسع وعشرين. زاد بعضهم: في جمادى الآخرة. وقال ابن حِبَّان: ببغداد يوم السبت لسبع مضين من جمادى الآخرة. نظر من حيث إنه إِنَّما نقل ترجمته جميعها من "تاريخ الخطيب"، إِلا كلام ابن حِبَّان.
وفي "تاريخ الخطيب": أنبا ابن الفضل، أنبا الخالدي، ثَنَا محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، وأنبا دعلج، أنبا الأبار، وأنبا أحمد بن أبي جعفر، أنبا محمد بن المظفر قال: قال عبد اللَّه البغوي: مات خلف بن هشام في سنة تسع وعشرين ومائتين. زاد البغوي: في جمادى الآخرة ببغداد. وذكر موسى بن هارون: أنه مات يوم السبت السابع من جمادى الآخرة. انتهى.
فهذا كما ترى قوله: زاد بعضهم. فيه نظر؛ لأنَّ البغوي الذي سبق بذكره هو القائل ذاك، فذكر البعض هنا فيه نظر، وإتيانه باليوم من عند ابن حبان غير جيد؛ لأنه مذكور عند ابن موسى المبدأ بذكره عنده، فلا حاجة إلى ذكره من عند غيره؛ ولكنه أراد أن يغرب ويكثر الأقوال التي هي قليلة؛ لأنَّها من كتاب واحد، وكان الأوْلَى أَنْ يذكر أَنَّ ابن حِبَّان وثقه؛ لأن قوله: قال ابن حبان لا يفهم منه توثيقه، إذ من الجائز أَنْ يكون ذِكره في موضع آخر فيحتاج إلى التنصيص بأنه وثقه. وفي كتاب "النبل" لابن عساكر: وُلِد سنة خمسين ومائة، ومات سنة تسع. ويُقال: إِنَّه مات سنة ثمان وعشرين. وقال ابن قانع: مات سنة تسع وعشرين ثقة.
ولو أراد غير المزي أن يذكر وفاته من عند جماعة لفعل لا كما فعله المزي؛ لأنه ذكر الكل إلا واحدًا من عند الخطيب كما بيَّناه، ولقلنا: إن البغوي ذكره في "الوفيات" تأليفه كما قاله الخطيب، وإن المطين كذلك أيضًا ذكره في "تاريخه"، وكذا قاله ابن الأخضر في "مشيخة البغوي"، وزاد: ودفن بالكناسة، وكذا قاله الفراء في "الطبقات".
وفي "الأوسط" للبخاري: مات يوم السبت ببغداد لسبع مضت من جمادى الآخرة أو نحوه سنة تسع وعشرين ومائتين.