للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الجاحظ في كتابه المعروف "بالهاشميات": قال أبو عبيد: كانت قريش تسمِّي أولادها زيدًا لمحبتها في قصي، فلما وهبت خديجة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مولاها ابن حارثة سماه: زيدًا؛ لذلك انتهى كلامهما، وكما ذكره عمرو، عن أبي عبيد ألفيته في كتاب "الأنساب" تأليفه، وفيه نظر لما أنشده ابن إسحاق وغيره لأبيه قبل أن يعلم أين مقره من أبيات (١): [الطويل]

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أخي ... فيرجَّى أم أتى دونه الأجل

فواللَّه ما أدري وإن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل؟

قال ابن إسحاق: وسُمي جده شرحبيل وتعقب الناس عليه قوله، وقالوا: الصواب: شراحيل، فكان أول ذكر آمن وصلى بعد علي زيد بن حارثة.

وفي "كتاب ابن السكن": قيل: وهو ابن خمس وخمسين سنة، وكان قصيرا شديد الأدمة، في أنفه فطس.

وفي "كتاب أبي عمر ابن عبد البر": لما وهبته خديجة للنبي صلى اللَّه عليه وسلم كان عمره ثمان سنين.

ولما مر به ركب من كلب عرفهم وعرفوه حملهم هذه الأبيات لأبويه وقومه.

وفي "تاريخ المزة": رآه رجل من ضبّة فعرفه، فقال: أنت زيد بن حارثة؟ قال: لا أنا زيد بن محمد، إن أباك وعمومتك وإخوتك قد أتعبوا الإبل، وأنفقوا الأموال في سببك. فقال زيد (٢): [الطويل]

أَحنُّ إلى قَوْمي وإنْ كنتُ نائيا ... فإني قعيدُ البيتِ عند المشاعِرِ

فَكُفُّوا من الوجدِ الذي قد شجاكُمُ ... ولا تُعْمِلوا في الأرض نَصَّ الأباعرِ

فإني بحمدِ اللَّه في خيرِ أُسْرَةٍ ... كِرامِ مَعَدٍّ كابرًا بعد كابرِ

وقال أبو نعيم الحافظ: رآه النبي صلى اللَّه عليه وسلم واقفا بالبطحاء ينادى عليه بسبع مائة درهم، فأخبرته خديجة فاشتراه من مالها فوهبته للنبي صلى اللَّه عليه وسلم فأعتقه، وقيل: بل قلع به حكيم بن حزام من الشام فاستوهبته منه عمته خديجة وهي يومئذ عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فوهبه لها فوهبته لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه


(١) انظر: نهاية الأرب ١٦/ ١٣١، الحماسة ١/ ٤١٨.
(٢) انظر: خزانة الأدب ٢/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>