وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين.
وفي "كتاب أبي أحمد العسكري": بعثه النبي صلى اللَّه عليه وسلم سرية خمس مرات، منها مرة نحو ذي قرد، ومرة إلى وادي القرى ومرة أخرى إلى وادي القرى أيضًا ومر به، ومرة إلى الجموم. انتهى كلامه.
وأرسله أيضًا فيما ذكره ابن سعد، وغيره أميرًا على سرية إلى العيص وأيضًا إلى الطرر إلى حمى وإلى أم قرى.
وقال ابن عساكر في "تاريخ المزة": لما رآه النبي صلى اللَّه عليه وسلم في عكاظ، قال لخديجة:"رَأَيْتُ فِي السُّوقِ غُلامًا مِنْ صِفَتِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ، يَصِف عَقْلا وَأَدَبًا وَجَمَالا ولَوْ أَنَّ لِي مَالًا لاشْتَرَيْتُهُ، فَأَمَرَتْ خَدِيجةُ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَاشْتَرَاهُ مِنْ مَالِهَا، فَقَالَ لها النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: هَبِي لِي هَذَا الْغُلامَ لِطِيبةٍ مِنْ نَفْسِكِ. فَقَالَتْ: إني لدي غُلامًا رَضِيًا وَأَخَافُ أَنْ أتبناه وأخاف أَنْ تَهِبَهُ، فَقَالَ: يَا مُوَفَّقَةُ؛ مَا أَرَدْتُ إِلا لأتَبَنَّاهُ. قال: ولما قدم أهله وأبوه كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم (. . . .) الكعبة، فلما نظروا إلى زيد عرفوه وعرفهم، فنادوه، فلم يجبهم؛ إجلالا منه للنبي صلى اللَّه عليه وسلم وانتظارًا منه لأمره، فقال له صلى اللَّه عليه وسلم: من هؤلاء يا زيد؟ قال: يا رسول اللَّه؛ هذا أبي، وهذان عماي، وهذا أخي، وهؤلاء عشيرتي. فقال: قم فسلم عليهم. فقام فسلم عليهم وأسلم أبوه حارثة، وأبى الباقون أن يسلموا ثم رجع أخوه جبلة فآمن".
وقال العسكري: وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَرَاءِ السَّرَايَا: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَعْدَلُهُمْ فِي الرَّعِيَّةِ (١) ".
وقيل: بموته سنة سبع.
ولما نعي جعفر وزيد إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال:"أخواي ومؤنساي ومحدثاي".
وتزوج نسوة من قريش منهن: زينب بنت جحش، وأم محمد بن عبد اللَّه بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهي بنت خال النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، ودرة بنت أبي لهب، وهند بنت العوام أخت