وزعم المزي أن ابن سعد ذكر وفاته، ثم ذكر مولده من عند العجلي وكأنه ما رأى الكتابين حالة تصنيفه إنما تبع صاحب الكمال في ذلك إذ لو رآهما لوجد ابن سعد ذكر مولده سنة سبع وتسعين كما ذكره العجلي ولوجده يقول: كان ثقة ثبتًا مأمونًا كثير الحديث حجة.
وعن سفيان قال: كان أبي إذا راَني وما آخذ فيه من الحديث لا يعجبه، قال: وكانوا يرون أن سفيان أخذ مرة من بعض الولاة صلة، ثم ترك ذلك بعد فلم يقبل من أحد شيئًا.
ولوجد في "كتاب العجلي": سفيان بن سعيد، كوفي ثقة، رجل صالح، زاهد، فقيه، صاحب سنة واتباع، لم يخالفه أحد إلا كان القول قول سفيان وهو أفقه من ابن عيينة.
قال بعض الكوفيين: ما زلنا نسمع السائل يسأل عن منزل سفيان؛ يعني: للفتيا.
قال العجلي: وكان عابدًا ثبتًا، وأخوه عمر، وكان يفضل على سفيان.
وتوفي سفيان سنة ستين ومائة، وهو ابن ثلاث وستين في شعبان، ويقال: مات سنة تسع وخمسين، وكان من أقول الناس بكلمة شديدة عند سلطان يُتقى، دخل على المهدي، فقال له: كيف أنتم أبا عبد اللَّه؟ ثم جلس، فقال: حج عمر بن الخطاب فأنفق في حجته ستة عشر دينارًا وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال.
قال: فأيش تريد أكون مثلك؟ !
قال: فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه، فقال وزيره أبو عبد اللَّه: يا أبا عبد اللَّه، قد كانت كتبك تأتينا فننفذها.
قال: من هذا؟
قال: أبو عبد اللَّه وزيري.
قال: احذره، فإنه كذاب، أنا كتبت إليك؟
ثم قام فقال له المهدي: أين أبا عبد اللَّه؟
قال: أعود، وكان قد ترك نعله حين قام فعاد فأخذها، ثم مضى فانتظره، ثم قعد، فقال: وعدنا أن يعود فلم يعد، قيل: إنه عاد لأخذ نعله فغضب.
وقال: قد أمن الناس؛ إلا سفيان بن سعيد.
ويقال: إن سفيان ما رئي مثله، وكان ممرورًا لا يخالطه شيء من البلغم، لا يسمع