شيئًا إلا حفظه حتى كان يخاف عليه الجذام، سمع شريكًا يقرأ على سالم الأفطس مائة حديث فحفظها كلها، وكانت بضاعته ألفي درهم عند حمزة بن المغيرة.
وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت رجلا أشبه بالتابعين من سفيان، وأحسن إسناد الكوفيين: الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه.
وألقى أبو إسحاق الفزاري فريضة فلم يصنعوا فيها شيئًا، فقال: لو كان الغلام الثوري هنا فصلها الساعة فلما أقبل سفيان سأله عنها، فقال: أنت أول حدثتنا بكذا والأعمش حدثنا بكذا.
قال أبو إسحاق: كيف ترون ما أسرع ما فصلها ألا تكونوا مثله، وكان له ولد فلم يزل يدعو عليه حتى مات انتهى كلامه العجلي، وإن كنت قد تركت منه شيئًا لا يليق بهذا المختصر.
وذكر أبو القاسم البلخي أن يحيى، قال: قال سفيان لمبارك بن سعيد: يا خالي؛ خالي سفيان لم يكن عنده من العلم ما يستحق هذه الشهرة إلا أن يكون شيئًا كان في قلبه، قال يحيى: ومرسلاته شبه الريح.
وقال سفيان بن عيينة: من يزعم أن سفيان بن سعيد لم يأخذ من السلطان أنا أخذت له منهم، وقال حفص بن غياث: رأيته يشرب النبيذ حتى يحمر وجهه.
وقال الكرابيسي: أخطأ في عدة أحاديث.
وقال ابن القطان: ويقال: إنه من ثور تميم، وهو أحد الأئمة في الفقه والحديث وأحد المقدمين في الزهد.
وقال أبو حيان في كتاب "البصائر والذخائر": كان يحيى بن خالد يجري على سفيان كل شهر ألف درهم فسمع يومًا يقول في سجوده: اللهم إن يحيى كفاني أمر دنياي، فاكفه أمر آخرته؛ فرئي في النوم بعد موته فسئل، فقال: غفر لي ربي بدعاء سفيان.
وقال ابن حبان: سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن عبد اللَّه بن موهب بن منقذ بن نصر بن الحكم بن الحارث بن مالك بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طانجة، وله ثلاثة إخوة: جيب، والمبارك، وعمر، وكان سفيان من سادات الناس فقهًا، وورعًا، وإتقائا شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها، وكان مولده سنة خمس وتسعين في إمارة سليمان بن عبد الملك