حديثًا واحدًا ولم يسمع من خالد بن سلمة الفأفاء إلا حديثًا واحدًا، ولم يسمع من سلمة بن الكهيل حديث السائبة يضع ماله حيث شاء.
وفي "تاريخ جرجان" لحمزة السهمي: ذكر محمد بن بسام عن الحماني: أن سفيان ولد بجرجان، ثم حمل إلى الكوفة، ثم رجع لما كبر إليها وحدث بها، روى عنه سعدويه "سؤالات".
قال حمزة: ولد بقرية من قرى جرجان، تعرف بالثوريين، تنسب إلى قبيلته.
وفي كتاب "الورع" تأليف الإمام أحمد بن حنبل، ورواية المروذي: سئل سفيان عن الشرب من زمزم، قال: إن وجدت دلوا فأشرب.
وفي كتاب "أخبار النساء المهبرات" لابن الأنباري: قيل لسفيان بن سعيد: ما أحوجك إلى امرأة تأنس بها.
فقال: لا آنس اللَّه بها أبدًا، ثم قال:
يا حبذا الغرفة والمفتاح ... ومسكن يخرقه الرياح
خال من الورى به براح ... لا صخب فيه ولا صياح
ما في النساء أنس ومستراح ... ولا نجاح لا ولا فلاح
بل كل ثقل مجهد مقداح
وذكر الطرطوسي في "فوائده المنتخبة": أن سفيان لما دخل البصرة عند بعض أصحابه وكان لابن المبروك طائر يلعب به فاستوهبه سفيان من أبيه وأطلقه فكان ذلك الطائر يسرح بالنهار ويدخل البيت في الليل مع سفيان إلى أن توفي سفيان، فلما دفن أتى الطائر فقعد على قبره كئيبًا حزينًا، ثم طار فذهب فكان ذلك دأبه كل يوم حتى مات، فعمد صاحبه فدفنه إلى جنب قبر سفيان.
قال الطرطوسي: ولما وقفت أنا على قبر سفيان سنة ثمانين وأربع مائة أروني قبر الطائر صغيرًا في قدر شبر إلى جنب قبر سفيان وهذه الحكاية في كتاب "الأولياء" لابن شاهين.
وقال مسعود عن الحاكم: مذهب سفيان بن سعيد أن يكني المجروحين من المحدثين إذا روى عنهم مثل: بحر السقا، يقول: ثنا أبو الفضل، والقلب بن دينار، يقول: ثنا أبو شعيب والكلبي، يقول: ثنا أبو النضر، عن سليمان بن أرقم، ثنا أبو معاذ.