وفي "كتاب الساجي": قال عبيد اللَّه الأشجعي: كتبت عن الثوري ثلاثين ألف حديث أو أكثر من ثلاثين ألف حديث.
وفي كتاب "الثقات" لأبي العرب: الذي ظهر لسفيان عشرون ألف حديث، ولم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه.
وفي "تاريخ بغداد": قال أبو حنيفة: لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل على الناس فقده.
وقيل له مرة: ألا ترى إلى ما يرويه سفيان، فقال: أتأمرني أن أقول: سفيان يكذب في الحديث، لو كان سفيان في عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث، ولو كان في التابعين لكان له فيهم شأن.
وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل: سفيان كان أحفظ أو ابن عيينة؟
فقال: الثوري أحفظ، وأقل الناس غلطا.
فقيل له: فإن فلانًا يزعم أن ابن عيينة كان أحفظهما، فضحك، ثم قال: فلان كان حسن الرأي في ابن عيينة فمن ثم، وسئل صالح: عن سفيان ومالك؟
فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي أحد في الدنيا أحد وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن مالك كان ينتقي الرجال، وسفيان يروي عن كل أحد وهو أكثر حديثًا من شعبة وأحفظ، يبلغ حديثه ثلاثون ألفًا، وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.
ولما مات تقدم جرير وصلى على قبره، ثم بكى وقال:
إذا بكيت على ميت لتكرمه ... فابك الغداة على الثوري سفيان
وقال علي بن صالح: ولد سنة مائة، وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال أبو زياد الفقيمي يرثي سفيان فيما ذكره في "الجعديات": [الطويل]
لَقَدْ مَاتَ سُفْيَانُ حَمِيدًا مُبْرِزًا ... عَلَى كُلِّ قَارٍ هَجَنَتْهُ الْمَطَامِعُ
يَلوذُ بِأَبْوَابِ الْمُلُوكِ يُنَبِه ... بِبَهْرَجةٍ وَالزِّيُّ فِيهِ تَواضُعُ
يُشَمِّرُ عَنْ سَاقَيهِ وَالرَّأْسُ فَوْقَهُ ... قَلَنسِوَةٌ فِيهَا اللَّصِيصُ الْمُخَادِعُ
جَعَلْتُم فِدًى لِلَّذِي صَانَ دِينَهُ ... وَفَرَّ بِهِ حَتَّى احْتَوَتْهُ الْمَضَاجِعُ
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ كَانَ إِلا تَنَزهَا ... عَنِ النَّاسِ حَتَّى أَدْرَكَتهُ الْمَصارعُ
بَعيدًا مِنْ أَبْوابِ الْمُلوكِ مُجانِبُ ... وَإِنْ طَلَبُوهُ لَم تَنَلْهُ الأصَابعُ