وقال أبو محمد الرشاطي: كان رحمه اللَّه تعالى من الثقات الحفاظ المتقنين مع ورعه وزهده وتقلله من الدنيا.
وفي "تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي": عن ابن مهدي، قال: ذهبت مع سفيان إلى عكرمة بن عمار فإذا هو ثقيل الكتاب، رديء الخط، فقلت: أكتبه لك يا أبا عبد اللَّه؟
فقال: لا أحب إلا أن يكون بخطي.
وعن أحمد بن حنبل: أبو بكر بن عياش يضطرب في حديث الصغار فأما حديثه عن الكبار فما أقربه عن أبي حصين وعاصم، وإنه ليضطرب عن أبي إسحاق، أو نحو ذا، ثم قال: ليس هو مثل: سفيان، وزائدة، وزهير، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ.
وقال أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل، الأزدي، الأونبي: كان إمامًا من أئمة المسلمين، وفقيهًا عالمًا من علمائهم، وزاهدًا من زهادهم، حجة ثقة فيما نقل، وحمل من أثر في الدين، وله أصحاب وأتباع.
وقال النسائي: أصحاب سفيان: ابن المبارك، ووكيع، وأبو إسحاق الفزاري، وابن مهدي.
وقال عباس: قلت ليحيى: ما ترى في رجل فرط في العلم حتى كبر فلم يقو على الحديث يكتب جامع سفيان ويعمل بما فيه؟
فقال يحيى: كان سفيان إمامًا يقتدى به.
قلت: فمن كرهه؟
قال: ليس يكره جامع سفيان إلا أحمق.
وفي "طبقات الشيرازي": قال ابن أبي ذئب: ما رأيت أحدًا من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا.
وقال أحمد بن حنبل: دخل الأوزاعي وسفيان على مالك فلما خرجا قال:
أحدهما: أكثر علمًا من صاحبه ولا يصلح للأمانة.
والآخر: يصلح للأمانة.
قيل لأحمد: فمن الذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين، أهو سفيان؟
قال: نعم، سفيان أوسعهما علمًا.
وأخبار سفيان كثيرة، وفضائله غزيرة، اقتصرنا منها على هذه النبذة اليسيرة.
ولهم شيخ آخر يروي عن الشافعي، اسمه: سفيان بن سعيد، الثقفي، الخباز، ذكره