وقال ابن مهدي: ما رأيت أعلم بالمناسك من سفيان لو سألته عن موضع كل حجر حجر لأخبرك، وما رأيت بالعراق أعلم منه، وكان ينزل على عمار بن سيف فيشرب عنده النبيذ فنزل عليه بآخره فأتاه بنبيذ فأبى أن يشربه.
قال ابن أبي خيثمة: ورأيت في "كتاب علي": مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلي من سفيان عن إبراهيم، قال يحيى: وكل ضعيف.
وقال يحيى: رأيته بالكوفة لا يخضب، ثم خضب بأخرة. قال: ومرسلاته شبه الريح، وكان صاحب أبواب.
وقال الأشجعي: دخلت مع سفيان على هشام بن عروة فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه، قال: فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟
قال: نعم.
فأعادها عليه، ثم خرج وأذن هشام لأصحاب الحديث وتخلفت معهم، وجعلوا يسألونه، فقال لهم: احفظوا كما حفظ صاحبكم، فيقولون: لا نقدر نحفظ كما حفظ.
قال يحيى بن معين: وربما روى سفيان عن أبي الفضل بحر بن كنيز.
وقال يحيى بن سعيد: قال لي سفيان بعد ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة: حديث طليق قد حدثتك به مرة.
وفي "الجعديات": عن أمية بن شبل، قال: رأيت في المنام كأن عكرمة مولى ابن عباس قدم علينا، فقدم علينا سفيان بن سعيد بعد فأخبرت سفيان فسره ذلك.
وقال ابن إدريس: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان، وما رأيت بالكوفة أحدًا أود أني في مسلاخه غيره.
وقال يحيى بن سعيد: ما أخشى على سفيان إلا حبه للحديث.
وقال أبو نعيم: كان لا يقبل من أحد شيئًا، وإن أعطي شيئًا يقسمه لم يقبله.
وروى عنه: حاتم الفاخر ولقب بذلك لجودة خطه، وعبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن الأسود الحارثي، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر.
وفي "كتاب الكلاباذي": مات من سنة ثمان وخمسين إلى إحدى وستين.
وقال السمعاني: هو إمام أهل الكوفة، ومن سادات أهل زمانه: ورعًا، وفقهًا، وحفظًا، وإتقانًا، مات وله ست وستون سنة.
وقال ابن الكلبي في كتابه "الجامع": سفيان الفقيه، الإمام العابد.