قال: واسم ابن حُمَمَة الذي روى عنه ابن عييهنة: جبلة. قال: وثنا سفيان، قال: رأيت عبدة بن أبي لبابة: أبيض الرأس واللحية.
وقال ابن حبان في كتاب "الثقات": سفيان جالس الزهري، وهو ابن ست عشرة سنة وشهرين ونصف، ومات يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخرة سنة ثمان وكان من الحفاظ المتقين، وأهل الورع والدين، ممن علم كتاب اللَّه تعالى، وكثرت تلاوته له وشهر فيه.
وفي "تاريخ الأصبهاني": جاء جماعة إلى بابه فهرب منهم وعنده الحسن النحناح، ورجل من الحجية، وجماعة من أصحاب الرشيد، قد خلا بهم فجاء ابن مناذر فتقرب من الباب ورفع صوته، وقال: [الطويل]
بعمرو وبالزهري والسلف الأولى ... بهم يثبت إجلال عند المقاوم
جعلت طوال الدهريوما لصالح ... ويوما لصباح ويوما لحاتم
وللحسن النحناح يوما ودونهم ... خصصت حسينا دون أهل المواسم
نظرت وطال الفكر فبات فلم أجد ... رجالا جرت إلا لأهل الدراهم
وقال محمد بن قدامة: سمعت ابن عيينة يقول لابن مناذر: يا أبا عبد اللَّه؛ ما بقي أحد أخافه غيرك، وكأني بك قد مت فرثيتني، فلما مات رثاه بقوله:
راحوا بسفيان على نعشه ... والعلم مكسوين أكفانا
إن الذي عردر بالمنتجيا ... هز من الإسلام أركانا
لا يضرنك اللَّه من ميت ... ورثنا عليها وأحزانا
يحيى من الحكمة نوارها ... ما تشتهي الأنفس ألوانا
يا أوحد الأمة في علمه ... لقيت من ذي العرش غفرانا
وفي كتاب "الطبقات" لابن سعد: هو مولى بني عبد اللَّه بن رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وكان ثقة ثبتا، كثير الحديث حجة، انتهى.
وهو يعلمك أن المزي ما ينقل من أصل بحالنا؛ وذلك أنه ذكر وفاته من عند ابن سعد فقط، وأغفل ما ذكرناه ولو نقلها من كتابه لرأى ما ذكرناه مثبتًا فيه.
وفي "كتاب الآجري" عن أبي داود: قال سفيان: جاءني زهير الجعفي، فقال: أخرج كتبك.
فقلت: أنا أحفظ من كتبي.