وقال أبو معاوية: كنا إذا قمنا من عند الأعمش أتينا ابن عيينة، قال أبو داود: وسفيان مولى الضحاك بن مزاحم، وحج به أبوه سبعًا وعشرين حجة حج به أبوه وله ست سنين إلى أن بلغ نيفًا وثلاثين سنة، وكان يخطئ في أكثر من عشرين حديثًا عن الزهري، وسمع من سلمة بن وهرام حديثين.
وفي "كتاب المنتجيلي": كان أبوه صيرفيًا بالكوفة، فر من طارق، ومات في رجب أو شعبان، وهو مولى لبني هلال، ولم يكن له كتاب.
وقال بشر بن قطن: سمعت سفيان ينشد لنفسه: [البسيط]
أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما ... استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
ولما سئل ابن المبارك عن: مسلمة وسفيان حاضر؟
قال: إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا.
قال ابن وضاح: لما كثر الناس في آخر عمره عليه جعل الخليفة عليه الشرط ينحون عنه الناس ولولا ذلك لقتل من تزاحمهم عليه وأجرى عليه كل يوم دينارًا عينًا، ولما حج حسين الجعفي قبل يده.
وقال حماد بن زيد: رأيته عند عمرو بن دينار في أذنه قرط، وكان جعفر يجري عليه كل شهر خمس مائة درهم.
وقال المبارك بن سعيد: كان سفيان يكتب الحديث بالليل في الحائط، فإذا أصبح نسخه، ثم حكاه.
وقال: سلاح الرجل ألواحه.
وقال ابن قتيبة: هو مولى لقوم من بني عبد اللَّه بن هلال بن عامر، رهط ميمونة زوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وكان جده أبو عمران من عمال خالد القسري، فلما عزل خالد وولي يوسف بن عمر طلب عمال خالد فهرب منه إلى مكة، وللخشني يرثيه، أنشدناه سعيد بن عثمان عنه:
لبيك سفيان باغي سنة درست ... ومشيت آثارات وآثار
من للحديث عن الزهري بأثره ... وللحديث عن عمرو بن دينار
لم يسمعوا بعده من قال ثنا الزهري ... من أهل بدو لا وحضار
فالشعب شعب على بعد نهجته ... أصبح منه خلا موحش الدار