وقال المزني عن الشافعي: كان سفيان من العلماء بكتاب اللَّه، ومن دعاة العلم، وحفظته، وعن أبي عمرو لم يولد له ذكر، وكان جده أبو أمه؛ يكنى: أبا المشد، الذي فتح عليه في الثناء على اللَّه عز وجل.
وقال ابن وضاح: كان سفيان أحفظ من كل من يطلب عن الزهري في أيام سفيان واحتاج الناس إليه وهو حدث فأجلسوه ليسمعوا منه، فقال لهم: جيئوني بشيخ يقعد في جواري فمن رأى الحلقة رأى أنها للشيخ.
وقال ابن معين: كان يدلس.
وقال سفيان: كنت عند أبوي مُطرحًا فمرضت مرة فجاءني سفيان الثوري يعودني فلم يزالا لي مكرمين حتى ماتا، ومات سفيان وقد بلغ إحدى وتسعين سنة.
وفي "كتاب ابن أبي حاتم": قال عثمان بن زائدة: قلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه؟
قال: عليك بزائدة وابن عيينة.
وقال يحيى بن سعيد: هو أحب إلي في الزهري من معمر.
وقال الأموي: رأيت مسعرًا يشفع لإنسان إلى ابن عيينة أن يحدثه.
وقال ابن مهدي: كان سفيان من أعلم الناس بحديث الحجاز.
وقال ابن وهب: لا أعلم أحدًا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة.
وعن يحيى: هو أثبت من محمد بن مسلم الطائفي، وأوثق وأثبت من داود العطار في عمرو بن دينار وأحب إلي منه.
وقال أبو حاتم: هو إمام ثقة، وأثبت أصحاب الزهري: مالك، وابن عيينة، وكان أعلم بحديث عمرو من شعبة. وذكر الطرطوسي في "فوائده المنتخبة": أخبرني أبو بكر الدقاق، قال: كان سفيان بن عيينة يتكلم في مجلسه بكلام يخرق الأسماع ويحتوي على القلوب وينتفع به الحاضرون فلما تزوج وكثرت عياله ذهبت حلاوة كلامه حتى كأنه ليس هو فسئل عن ذلك، فقال: سألت الصيادين عما يصيدونه من الطير، فقالوا: أكثر ما يقع في أشراكنا الطيور الزاقة.
وقال الخليلي في "الإرشاد": إمام متفق عليه بلا مدافعة، ويقال: إن سماعه من أبي إسحاق السبيعي بعد ما اختلط أبو إسحاق، وعن سفيان قال: دخلت الكوفة ولم يتم لي عشرون سنة.