للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جده سارق عنز ... فجرة من فجرات

وقال ابن قانع: تولى قضاء مدينة السلام. كذا ذكره النسائي في أسماء شيوخه، والبخاري، والقراب، وغيرهم. وقال الخطيب -الذي "تاريخه" في يد كثير من الطلبة-: تولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد في سنة سبع وثلاثين. بعد قوله: ولي قضاء الرصافة. والمزي اقتصر على تعريفه بالرصافة فقط، وكأنه لم ينظر في "التاريخ" نظرًا جيدًا، ولا عذر له فيه، وإن كنا نعذره في الباقين؛ لأنه لم يرها واللَّه أعلم.

وفي "الكامل": وحدئني بعض أصحابنا أن رجلا من الأعراب تقدم إلى سوار في أمر، فلم يصادف عنده ما أحب، فاجتهد فلم يظفر بحاجته، فقال الأعرابي وفي يده عصا (١): [السريع]

رأيت رؤيا ثم عبرتها ... وكنت للأحلام عبارا

بأنني أخبط في ليلتي ... كلبا فكان الكلب سوارا

ثم انحنى على سوار بالعصا حتى مُنع منه، فلم يعاقبه سوار. وحدثت أن أعرابيا من بني العنيز صار إلى سوار، فقال: إن أبي مات، وتركني وأخًا لي. وخط خطين ثم قال: وهجينًا لنا، وخطه ناحية، فكيف نقسم المال؟ فقال: أهاهنا وارث غيركم؟ قال: لا. قال: فالمال يقسم أثلاثًا. قال: لا أحسبك فهمت أنه مات وتركني وأخًا لي وهجينًا. فقال سوار: المال بينكم سواء. فقال الأعرابي: يأخذ الهجين مثلنا؟ قال: أجل. فغضب الأعرابي، ثم أقبل على سوار، فقال له: تعلم واللَّه أنك قليل الخالات بالدهناء فقال سوار: إذن لا يصيرني ذلك عند اللَّه شيئًا.

وفي "اللطائف" لأبي يوسف: هو من أعرف الناس في القضاء، أبوه قضى للمهدي، وجده قضى للمنصور، وقال الخطيب: كان سوار قد خامر قلبه شيء من الوجد، فقال (٢): [الطويل]


(١) انظر: الكامل في اللغة والأدب ٢/ ٣٨، الحماسة المغربية ١/ ١٢٧، القرط على الكامل ١/ ١٢٥.
(٢) انظر: الأغاني ١٩/ ٢٦٩، الأمالي في لغة العرب ١/ ١٦٣، الجليس الصالح ١/ ٤١، شرح ديوان الحماسة ١/ ٤١، محاضرات الأدباء ١/ ٣٦٤، المنصف للسارق والمسروق منه ١/ ١٩، تزيين =

<<  <  ج: ص:  >  >>