للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلبت عظامي لحمها فتركتها ... عواري في أجلادها تتكسر

وأخليت منها مخها فكأنها ... قوارير في أجوافها الريح تصفر

إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت ... مفاصلها خوفا لما تتنظر

خذي بيدي ثم ارفعي الثوب فانظري ... بلى جسدي لكنني أتستر

وجاءه إنسان وهو في الحمام، فقال: أسألك مسألة. فقال: ما هذا موضع المسائل. قال: هي من مسائل الحمام. فضحك، وقال: هاتها. فقال: من الذي يقول، وأنشده هذا الشعر، فقال: أنا واللَّه قلته. قال: فإنه يغنى به ويُجوَّد. فقال: لو شهد عندي الذي يغني به لأجزت شهادته.

وقال أحمد بن كامل: كان فقيهًا قاضيًا أديبًا شاعرًا عظيم اللحية.

وقال السراج: مات يوم الأحد لسبع بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.

وفي "معجم المرزباني": هو شاعر فقيه، له مع محمد بن عبد اللَّه بن طاهر أخبار عند تقلده القضاء بمدينة السلام، وله يقول وخرجا إلى سر من رأى فعرف محمد وسلم بنفسه، فأنشده سوار (١): [الوافر]

رجعنا سالمين كما بدأنا ... وقد عظمت غنيمة سالمينا

وما تدرين أيُّ الأمر خيرٌ ... أما تهوين أم ما تكرهينا

وله وهو مما يستحسن (٢): [الطويل]

خشيت لساني أن يكون خؤونا ... فأودعته قلبي فكان أمينا

وقلت ليخفى دون سمعي وناظري ... أيا حركاتي كن فيه سكونا

فما أبصرت عيني لعيني عبرة ... ولا سمعت أذني لفيَّ أنينا

لقد أحسنت أحشايَ تربية الهوى ... فها هو ذا كهلا وكان جنينا


= الأسواق ١/ ٥٣، زهر الأكم ١/ ٢١١.
(١) انظر: الكامل في اللغة والأدب ٢/ ٣٨، الحماسة المغربية ١/ ١٢٧، القرط على الكامل ١/ ١٢٥.
(٢) انظر: الأغاني ١٩/ ٢٦٩، الأمالي في لغة العرب ١/ ١٦٣، الجليس الصالح ١/ ٤١، شرح ديوان الحماسة ١/ ٤١، محاضرات الأدباء ١/ ٣٦٤، المنصف للسارق والمسروق منه ١/ ١٩، تزيين الأسواق ١/ ٥٣، زهر الأكم ١/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>