فتاة تزين الحلي إن هي حُليت ... كأن بفيها المسك خالط محلبا
وقال المرزباني: هو من كبار التابعين وفقهائهم، وله يخاطب معلم ابنه: [الكامل]
ترك الصلاة لأكلب يلهو بها ... طلبَ الهِراشِ مع الغُواة الرُّجَّسِ
وليأتينك غدوة بصحيفة ... مختومة كصحيفة المتلمِّسِ
فإذا أتاك فعَضَّه بملامةٍ ... وعِظَنْه موعِظةَ اللبيب الأكيسِ
وإذا ضربت بدرة فترفقن ... وإذا بلغت به ثلاثا فاحبسِ
واعلم بأنك ما فعلت فنفسه ... مهما تجرعني أعز الأنفس
وذكر ابن عساكر في "تاريخه" أن هذين البيتين قالهما الصغير، ونحلهما أباه، ولما علم شريح بذلك صرف المعلم عن ولده.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ثنا أحمد بن جعفر، عن سالم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا علي بن عبد اللَّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، ثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن شريح قال: "جَاءَ شُرَيْحٌ إِلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي أَهْلَ بَيْتٍ ذوِي عَدَدٍ بَالْيَمَنِ. فَقَالَ لَهُ: جِئْ بِهِمْ. فَجَاءَ بِهِمْ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُبِضَ (١) ". قال أبو نعيم: وذكر بعض المتأخرين: أنه توفي سنة اثنتين وتسعين. وصحف، إنما هو سنة اثنتين وسبعين.
ولما ذكر ابن السكن هذا الحديث قال: لم أجد له ما يدل على لقيه لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غير هذا، واللَّه أعلم بصحته، وأخباره في أيام عمر، وعثمان، وعليٍّ كثيرة. وكناه الحاكم: أبو أحمد -أيضًا-: أبا عمرو.
وقال ابن عساكر في "تاريخه": لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلم.
وفي كتاب "التصحيف" للعسكري: بلغ عليا عنه شيء، فقال: أخطأ العبد الأبظر.
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: عاش مائة وسبعًا وعشرين سنة.
وذكر أبو نعيم بن دكين أن شريحًا لما قيل له: دق عظمك. استعفى زيادًا من القضاء، فقال: لا أعفيك حتى تشير علي برجل. فأشار عليه بأبي بردة.
وقال المزي، عن أبي نعيم: توفي سنة ست وتسعين. فيه نظر؛ لأن الذي في "تاريخه" -بخط الحافظ رشيد الدين، ونقله عنه أيضًا المطين-: سبعين: الباء الموحدة قبل العين. قال الحضرمي: وقال ابن نمير: سنة ثمانين.
(١) أخرجه ابن عساكر ٢٣/ ٩.