للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شريك: ثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر بن الخطاب: (إنا نأكل لحوم الإبل، وليس يقطعها في بطوننا إلا هذا النبيذ الشديد). فقال الحسن بن زيد: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ. فقال شريك: أجل شغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا ومثله. فلم يجبه الحسن بشيء، وأسكت القوم وتحدثوا بعد في النبيذ، وشريك ساكت، فقال له أبو عبيد اللَّه: ثنا أبا عبد اللَّه فقال: كلا، الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب. على من يرد: أعلى أبي إسحاق، أم على عمرو بن ميمون؟

وذكر الخطيب في "تاريخ بغداد"، عن الرمادي قال: قال لي عبد اللَّه بن المبارك: أما يكفيك علم شريك؟

وسئل شريك: من أدبك؟ فقال: نفسي، ولدت ببخارى، فحملني ابن عم لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر، فكنت أجلس إلى معلم لهم، فعلق بقلبي تعلم القرآن، فجئت إلى شيخهم، فقلت: يا عماه، الذي كنت تجريه علي هنا أجره بالكوفة؛ لأعرف بها السُّنة. ففعل، فكنت بالكوفة أضرب اللبن، وأبيعه، وأشتري دفاتر وطروسا، فأكتب فيها العلم والحديث، ثم طلبت الفقه.

وقال حفص بن غياث: قال الأعمش يومًا: ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى. قال: فقدمنا شريكًا، وأبا حفص الأبار.

وقال شريك: صليت الغداة مع أبي إسحاق الهمداني ألف غداة. وفي رواية سبع مائة مرة.

وعن أحمد بن حنبل، وسئل يحيى بن سعيد: إيش كان يقول في شريك؟ قال: كان يرضاه، وما ذكر عنه إلا -شيئًا على المذاكرة- حديثين.

وكان شريك يقول: أكرهت على القضاء. فخرج مرة يتلقى الخيزران، فبلغ شاهي، وأبطأت الخيزران، فنفد زاده، ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال الغنوي: [الوافر]

فإن كان الذي قد قلت حقا ... بأن قد أكرهوك على القضاءِ

فمالك موضعًا في كل يوم ... تلقى من يحج من النساء

مقيم في قرى شاهي ثلاثا ... بلا زاد سوى كسر وماء

وفي "تاريخ واسط" لبحشل: ذكر من حدث عنه شريك من أهل واسط ممن لم يرو عنهم غيره: هارون الواسطي، عن شريح القاضي، وعمر بن عبد اللَّه جد عباد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>