للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زيد، فتهددناه، فأمسك.

وقال محمد بن الحسين بن أبي عبد اللَّه: شعبة قنديل المحدثين في عصره، ذَبَّابٌ عن الأخبار، مميز للرجال، وكان قد أودع الفراسة، وكان أمة وحده في هذا الشأن، يعني: نصرة الحديث، وكان ألثغ. وقال شبابة: كنا إذا رأينا من شعبة فتورًا أخذنا في ذكر الناس فينشط. ولما جاء نعيه لسفيان قال: اليوم مات الحديث. وفي "كتاب حريث": قال أحمد بن حنبل: روح، عن شعبة، عن ابن أبي بكر، عن أبيه: أنه كان ينفر يوم الثاني. وقال عبد الرحمن، عن شعبة: سمعت أبا بكر. قال أبو عبد اللَّه: هذا خطأ؛ لأن شعبة لم يلق أبا بكر، ولم يرو شعبة عن مشايخ المدينة؛ إلا عن المقبري لقيه بعدما كبر.

وفي كتاب "الثقات" لابن شاهين: قال شعبة: اكتبوا المشهور عن المشهور.

وقال الطيالسي: ما رأيت أحدًا يشبه شعبة في الحديث. ولما قيل ليحيى بن سعيد ثنا عن ثقة. فقال: لو حققت لك، ما حدثتك إلا عن أربعة: ابن عون، وشعبة، ومسعر، والدستوائي.

وفي كتاب "الثقات" لابن خلفون: شعبة بن الحجاج بن دينار بن الورد.

وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثًا إلا أتيته أكثر من مرة، والذي رويت عنه عشرة أتيته أكثر من عشر مرارًا، والذي رويت عنه خمسين أتيته أكثر من خمسين مرة، والذي رويت عنه مائة أتيته أكثر من مائة مرة، إلا حيان البارقي فإني سمعت منه هذه الأحاديث، ثم عدت إليه فوجدته قد مات.

وفي "تاريخ بغداد" للخطيب: لما قدم شعبة على المهدي بسبب حبس أخيه في ستة آلاف دينار، قال: يا أمير المؤمنين، أنشدني قتادة لأمية بن الصلت: [الوافر]

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء

كريم لا يعطله صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء

فأرضك أرض مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لهم سماء

فقال: يا أبا بسطام؛ لا تذكرها، قد عرفتها، وقضيتها لك: ادفعوا إليه أخاه، ولا تلزموه شيئًا. ووهب لشعبة ثلاثين ألفا، فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة، فقدم البصرة، فلم يجد شيئًا يطيب له، فتركها.

وعن شعبة قال: كنت ألزم الطرماح، وأسأله عن الشعر، فمررت يومًا بالحكم بن عتيبة وهو يقول: ثنا يحيى بن الجزار، وثنا فلان، وفلان. فأعجبني، وقلت هذا أحسن من الذي أطلب. فمن يومئذ طلبت الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>