قال أبو القاسم: والأحاديث في أنه لم ير النبي صلى اللَّه عليه وسلم أصح.
وعن عاصم قال: قال لي أبو وائل: لا تعجب من أبي رزين، قد هرم، وإنما كان غلامًا على عهد عمر وأنا رجل. وعن يزيد بن أبي زياد: قلت لأبي وائل: أنت أكبر أو مسروق؟ قال: أنا.
وكان شعبة ينكر أن يكون أبو وائل لقي عمر بن الخطاب، وعن يحيى بن حسان قال: ليس عند منصور وسليمان، عن أبي وائل من هذه الأخبار التي يذكرها غيرهم من مجالسته لعمر بن الخطاب، إنما يأتي عن غيرهم -يعني: من الشيوخ-.
وقيل لأبي عبيدة: من أعلم أهل الكوفة بحديث عبد اللَّه؟ فقال: أبو وائل. وعن عاصم قال: كان أبو وائل يقول لجاريته: يا بركة؛ إذا جاء يحيى -يعني: ابنه- بشيء فلا تقبليه، وإذ جاءك أصحابي بشيء فخذيه. وكان يحيى ابنه قاضيًا على الكناسة.
وقال يزيد بن هارون: كان أبو وائل من أهل النهروان، وإنه رجع لما كلمهم ابن عباس وتاب.
وعن أبي سَعْد البقال قال: أراده الحجاج على القضاء فأبى.
وقال ابن منده: مات سنة تسع وتسعين.
وقال أبو القاسم: وهذا وهم؛ فإن أبا وائل لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز. انتهى. هذا يرشح قول الواقدي.
وفي كتاب "الزهد" لأحمد بن حنبل: قال إبراهيم النخعي: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به، وإني لأرجو أن يكون أبو وائل منهم. وفي لفظ: إني لأرجو أن يكون ممن يدفع به. وذكره المرادي في جملة الأضراء. وقال أبو عمر النمري في كتاب "الاستغناء": أجمعوا على أنه ثقة حجة.
وفي قول المزي: روى عن أبي بكر الصديق، وعلي، وعثمان، وأبي الدرداء، وعائشة، وأم سلمة رضي اللَّه عنهم. نظر؛ لما في كتاب "المراسيل" لعبد الرحمن، عن الأثرم: قلت لأبي عبد اللَّه: أبو وائل سمع من عائشة؟ قال: لا أدري ربما أدخل بينه وبينها مسروق في غير شيء. وذكر حديث:"إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ (١) ". قال: وقلت لأبي:
(١) أخرجه عبد الرزاق ٤/ ١٤٨، رقم ٧٢٧٥، وأحمد ٦/ ٢٧٨، رقم ٢٦٤١٣، والبخاري ٢/ ٥١٧، رقم ١٣٥٩ ومسلم ٢/ ٧١٠، رقم ١٠٢٤، وأبو داود ٢/ ١٣١، رقم ١٦٨٥، والترمذي ٣/ ٥٨، رقم ٦٧١ =