ولما ذكر الحاكم حديثه شاهدًا من رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عنه، عن أسماء مرفوعًا:" {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}[الزمر: ٥٣] "، ثم قال: لم أذكر في كتابي هذا عن شهر غير هذا الحديث الواحد.
وقال الدارقطني فيما ذكره البرقاني: يُخرج حديثه.
وقال البيهقي في "السنن": ضعيف. وقال البزار في "السنن": تكلم فيه شعبة، ولا يعلم أحدًا ترك الرواية عنه، وقد حدث شعبة، عن رجل، عنه. ولم يسمع من معاذ بن جبل.
وقال الساجي: فيه ضَعْف، وليس بالحافظ، تركه ابن عون وشعبة.
وكان شعبة: يشهد عليه أنه رافق رجلا من أهل الشام فخانه.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: وثقه ابن نمير، وغيره. وقال ابن حبان: مات سنة مائة، وكان ممن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات المقلوبات، عَادَل عباد بن منصور في حجة فسرق عَيْبته، فقيل فيه:[الطويل]
لقد باع شهر دينه بخريطة ... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
وذكره أبو العرب، والعقيلي في جملة الضعفاء، وذكر الترمذي، عن النضر بن شميل: شهر تركوه. وفيه نظر؛ لأن النضر إنما روى هذا عن ابن عون، ويحتمل أنه قاله أيضًا تقريرًا لما رواه.
وأما قول ابن دحية في كتاب "العلم المشهور": أفتى أهل البصرة بقطع يده. قال: وأعظم جرحة فيه: أنه كان شرطيًا للحجاج بن يوسف. فيشبه أن يكون وهمًا؛ لأنه إنما كان عاملا ليزيد بن المهلب، لا للحجاج. ولئن صح ما قاله فليست بجرحة؛ لاحتمال أن يكون قد جبره كعادته مع من هو أكبر منه، ولهذا ما قاله الحسن في كتاب "الوهم والإيهام": لم أسمع لمضعفه حجة، وما ذكروه من تزييه بزي الجند، وسماعه الغناء بالآلات، وقرنه بأخذ خريطة؟ فكذب عليه إما لأنه لا يصح، أو خارج على مخرج لا مضرة، وشر ما قيل فيه: إنه يروي منكرات عن الثقات، وهذا إذا كثر منه سقطت الثقة به.
وقال ابن حزم في كتاب "الأشربة": ساقط.
وصحح الترمذي، والطوسي حديثه، عن أم سلمة رضي اللَّه عنها: أن رسول اللَّه