وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين، وقالوا: ثلاثا وتسعين، وهو من المؤلفة قلوبهم.
وقال أبو نعيم الحافظ: أبو سفيان سيد البطحاء، وأبو الأمراء، عاش ثلاثا وتسعين، وأسلم ليلة الفتح، وكان ربعة.
قال الرقيق في كتابه "قطب السرور": إن حرب بن أمية كانت له عمامة سوداء إذا لبسها لم يعتم ذلك اليوم أحد.
وزعم ابن عبد ربه أن ملك اليمن بعث إلى مكة عشر جزائر، وأمر أن لا ينحرها إلا أعز قريش. قال: فقدمت وصخر عروس بهند، فقالت له: أيها الرجل لا تشغلك النساء عن هذه المكرمة. فقال لها: يا هذه دعي زوجك وما أراد لنفسه، فواللَّه، لا ينحرها أحد غيري. قال: فكانت في عقلها حتى خرج إليها في اليوم السابع فنحرها.
زعم المزي أن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال، عن الواقدي: توفي سنة إحدى وثلاثين. انتهى، الذي رأيت في "كتاب الطبراني": ثنا محمد بن علي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: وفيها مات أبو سفيان، وهو ابن ثمان وثمانين. يعني سنة إحدى وثلاثين.
كذا ذكره أيضًا أبو نعيم، عنه، ليس للواقدي ذكر فيما نقلاه، ويشبه أن يكون هو الصواب.
وفي "الهاشميات" تأليف الجاحظ: حرب بن أمية لقب، واسمه عنبسة، وكذلك سمى أبو سفيان ابنه: عنبسة.
وقال الواقدي، فيما ذكره ابن سعد: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران حين وفاة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وكان العامل على نجران للنبي صلى اللَّه عليه وسلم عمرو بن حزم.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين، وكذلك قال الواقدي فيما حكاه عنه أبو القاسم البغوي. نظر، من حيث إن ابن سعد ليس هذا قول عن نفسه، إنما حكاه عن أستاذه محمد بن عمر، كذا هو ثابت في كتاب "الطبقات"، وكذا نقله عنه أيضًا ابن عساكر في "تاريخ دمشق".
وفي قوله: كذا قاله الواقدي فيما حكاه البغوي. نظر، من حيث إنه يقتضي غرابة هذا النقل عنه، وليس كذلك، لأنه لا قول له سواه، وهو الذي حكاه ابن سعد فيما أسلفناه.
وفي "كتاب الزبير": عن مجاهد في قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: ٧]: قال: مصاهرة النبي صلى اللَّه عليه وسلم إلى