كيف لو أبصر منها ... نحرها أو ساعديها
لصبا حتى تراه ... ساجدًا بين يديها
بنت عيسى بن جراد ... ظلم الخصم لديها
قال للجواز قرِّبـ ... ـها وأحضِر شاهدَيها
قال ابن السمعاني: وهذه الأبيات تنسب للبارقي الشاعر، وكانت بنت عيسى زوجه، فقال له الشعبي: إنما قضيت بالحق، فإن كنت كاذبًا فأعمى اللَّه بصرك. قال: فعمي الرجل.
وفي "الجمهرة" للكلبي: هو لهذل الأشجعي. وقال ابن قتيبة، والجيشاري في كتابه" الوزراء والكتاب": كان الشعبي كاتب عبد اللَّه بن مطيع العدوي، وكاتب عبد اللَّه بن يزيد الخطمي عامل ابن الزبير على الكوفة، وكان مَزاحًا.
وفي كتاب "البصائر والذخائر" لأبي حيان الوحيدي: قال الحجاج للحسن والشعبي: ما تقولان في علي بن أبي طالب؛ فأثنى عليه الحسن، وقال فيه الشعبي، فوصل الحجاج الحسن وأكرمه وحرم الشعبي، فقال الشعبي: يا أبا سعيد؛ قلت الحق فلم يضرك، وقلت الباطل فلم ينفعني.
وفي "الأنساب" لأبي محمد الرشاطي: مولده سنة تسع عشرة، ومات أول سنة ست ومائة. وقال الحاكم في تاريخ بلده: تواترت عنه الروايات أنه لقي أربع مائة من الصحابة، ودخل على أزواج النبي صلى اللَّه عليه وسلم.
وقال أبو العباس عبد اللَّه بن طاهر: كان الناس أربعة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد بن سلام في زمانه.
وقال قتيبة بن مسلم -يعني: الأمير-: العجب من الشعبي يحدّثني عن النعمان، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام (١) ". ثم يسألني أن أقسم على الجند جعلا يأخذه عند العطاء، قال: يحتمل ذاك للشعبي لفقهه وأدبه، وما رأيت أكمل منه.
ثنا أبو العباس السياري، ثنا عيسى بن محمد، ثنا العباس بن مصعب، ثنا أحمد بن
(١) أخرجه أحمد ٤/ ٢٧٠، رقم ١٨٣٩٨، والبخاري ١/ ٢٨، رقم ٥٢، ومسلم ٣/ ١٢١٩، رقم ١٥٩٩، وأبو داود ٣/ ٢٤٣، رقم ٣٣٢٩، رقم ٣٣٣٠، والترمذي ٣/ ٥١١، رقم ١٢٠٥ وقال: حسن صحيح. والنسائي ٧/ ٢٤١، رقم ٤٤٥٣، وابن ماجه ٢/ ١٣١٨، رقم ٣٩٨٤، وأخرجه أيضًا: الدارمي ٢/ ٣١٩، رقم ٢٥٣١، والبيهقي ٥/ ٢٦٤، رقم ١٠١٨٠.