يحيى بن بشير الباهلي، حدثني علي بن الحسين بن واقد، ثنا أبي، قال: رأيت الشعبي، يعني: في نيسابور، دخل المسجد الذي على باب المدينة، وعليه قلنسوة نمور وقباء ثعالب، فقال الناس: هذا فقيه أهل العراق.
وفي "تاريخ الخطيب" عن أبي إسحاق: الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين. وقال الزهري: العلماء أربعة: ابن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.
وقال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس وهو جامع، وبعده ابن عباس، وبعد ابن عباس الشعبي، وبعده الثوري. وقال محمد ابن سيرين للهذلي: يا أبا بكر؛ إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإنه كان يسأل وإن أصحاب محمد صلى اللَّه عليه وسلم لأحياء.
وعن الشعبي، قال: لقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالمًا، وما سمعت منذ عشرين سنة من يحدث بحديث، إلا وأنا أعلم به منه وما أروي شيئًا أقل من الشِّعر، ولو شئت أنشدتكم شهرًا لا أعيد، ولما قيل له: كم أتى عليك يا أبا عمرو، قال (١):
نفسي تشكي إلى الموت مرجفة ... وقد حملتك سبعًا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة ... إن الثلاثة توفين الثمانينا
وفي "مسند البزار": عند الشعبي من الصحابة ما بين رجل وامرأة نحو من خمسين، أو نحو ذلك.
وفي كتاب "أنساب العجم" لأبي عبيدة معمر بن المثنى: قال الشعبي: كان لكسرى اثنا عشر ألف وصيفة، وكانت أُمّي منهنَّ.
وقال الطبري في "طبقات الفقهاء": كان ذا أدب وفقه وعلم، وكان يقول: ما مات ذو قرابة لي وعليه دَيْن إلا قضيته عنه، ولا حللت حبوتي إلى شيء ممَّا ينظر الناس إليه، ولا ضربت مملوكًا لي قط.
وعند التاريخي: لما هلك الشعبي قال الحسن: إن موته في الإسلام ثلمة. وفي كتاب الداني: أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وعلقمة. وفي كتاب الصريفيني: مكث في بطن أُمّه سنتيْن.
(١) انظر: خزانة الأدب ٢/ ٢٢٠، المعمرون والوصايا ١/ ٢٥.