توَجَّه بالعباس في الجدب راغبًا ... فما كرَّ حتى جاء بالديمة المطر
وكان طوالا، توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل: بل من رمضان سنة ثنتين، وهو ابن تسع وثمانين.
وذكر ابن دحية في كتابه "مرج البحرين": أنه كان من مبتلي الظعن، وكان يقل الجمل إذا بركه بحمله. وفي كتاب ابن الأثير: أسلم قبل الهجرة، وأعتق عند موته سبعين عبدًا.
وفي كتاب العسكري: الأصح أنه مات بالمدينة في ست من خلافة عثمان، وكان بالت خفه ذراعًا.
وفي "الكامل" للمبرد: دارت امرأة على ابن عبد اللَّه بن عباس تطوف حول البيت وقد فرع الناس طولا، فقالت: من هذا؛ فقالوا: علي بن عبد اللَّه، فقالت: لا إله إلا اللَّه، إن الناس ليرذلون، لقد رأيت جد هذا، تعني: العباس، وإنه لمثل القبة البيضاء العظيمة. قال: وكان علي إلى منكب عبد اللَّه، وعبد اللَّه إلى منكب العباس، والعباس إلى منكب عبد المطلب، ويُروى أن غارة أتتهم يومًا، فصاح العباس: يا صباحاه. قال: فاسقطت الحوامل لشدة صوته.
وقال ابن الكلبي في "الجمهرة": كان شريفًا، عاقلًا، مهيبًا. وفي كتاب الزبير: قال عبد المطلب لابن عباس وهو ينقزه: [الرجز]
ظني بعباس حبيبي إن كبر ... أن يمنع الأخرى إذا ضاع الدبر
ويترع السجل إذا اليوم اقمطر ... ويسبأ الزق العظيم القنخر
ويفصل الخطة في الأمر المبر ... ويكشف الكرب إذا ما اليوم هر
أكمل من عبد كلال وحجر ... لو جمعنا لم يبلغا منه العشر
وكان العباس ثوبًا لعاري بني هاشم، وجفنة لجائعهم، ومقطرة لجاهلهم، وفي ذلك يقول ابن هرمة: [الطويل]
وكان لعباس ثلاث نعدها ... إذا ما جناب الحي أصبح أشهبا
فسلسلةٌ تنهي الظلوم وجفنةٌ ... تُباح فيكسوها السنام المزغَّبا
وحلة عصب ما تزال معدةً ... لعارٍ ضريك ثوبه قد تهبَّبا
وانتهى الشرف من قريش في الجاهلية إلى عشرة نفر بطون، فادركهم الإسلام، فوصل ذلك لهم من بني هاشم، العباس كان قد سقى الحجيج في الجاهلية وبقي له في