الإسلام، ولما كان يوم الفجار، أقرعوا بين بني هاشم ليُرئّسوا عليهم رجلا في تلك الحرب، فخرج منهم العباس وهو غلام، فأجلسوه على ترس، ولما ستر النبي صلى اللَّه عليه وسلم حين اغتسل، رفع يديه إلى السماء وقال: "اللهم استر العباس من النار"، وكان يجله إجلال الوالد، وكان أبو بكر وعمر في ولايتهما لا يلقيا العباس منهما أحد وهو راكب إلا نزل، ويُروى لابن عفيف البصري في العباس لما استسقى:
ما زال عباس بن شيبة غاية ... للناس عند تنكر الأيام
رجل تفتحت السماء لصوته ... لما دعا بدعاوة الإسلام
فتحت له أبوابها لما دعا ... فيها بجند معلمين كرام
عم النبي فلا كمن هو عمه ... ولدًا ولا كالعم في الأعمام
عرفت قريش يوم قام مقامه ... فيه له فضل على الأقوام
وقال فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اللهم إن عمي العباس حاطني بمكة من أهل الشرك، وأخذ لي على الأنصار، ونصرني في الإسلام، مؤمنًا باللَّه مصدقًا لي، اللهم فاحفظه وحِطْه واحفظ له ذريته من كل مكروه".
وفيه يقول العباس بن مرداس لرجل ظلم بمكة، من أبيات: [البسيط]
وثَمَّ كن بفناء البيت معتصمًا ... تلق ابن حرب وتلق المرء عباسا
قومي قريش وحلا في ذؤابتها ... بالمجد والحزم ما حازا وما ساسا
ساقي الحجيج وهذا ياسر فلج ... والمجد يورث أخماسًا وأسداسا
وفي كتاب الطبراني: روى عنه ابنه يمام، وعكرمة مولى العباس، وعبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وكريب مولى ابن عباس، وابنه الهادي، ورفيع أبو العالية، ويزيد بن الأصم، وعفيف الكندي.
وفي "نجباء الأبناء" لابن المظفر: رأى عبد المطلب العباس وهو صغير يلعب القلة مع الصبيان، فقال صبي منهم: والبيت؛ لا يضرب هاتيك القلة إلا ابن -. . . - فقال العباس: وبيت ربي؛ لا لعبت معنا إذا بذا قول بالخنا. قال: فأقبل عليه عبد المطلب واحتمله وارتجز: [الرجز]
لم ينمى عمرو ولا قصي
إن لم يسوده بنو لؤي
محيلة ما ليس فيها لي