للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا خاتم النبآء إنك مرسلٌ ... بالحق كل هدى السبيل هداكا

إن الإله بنى عليك محبةً ... في خلقه ومحمدًا سمَّاكا

وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية، فذكر ما أغار عليه المزي وادعاه، لم يغادر حرفًا، وراح تعب أبي عمر هدرًا.

وفي كتاب الكلبي: قيل له: ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك، فقال: لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها، لا واللَّه لا يدخل جوفي شيء يحول بيْني وبين عقلي أبدًا.

وفي كتاب العسكري: كان شجاعًا شاعرًا، وكانت العين لا تأخذه، فنظر إليه عمرو بن معدي كرب يومًا، فقال: هذا عباس بن مرداس، لقد كنَّا نفرق به صبياننا في الجاهلية، وأعطاه النبي صلى اللَّه عليه وسلم من غنائم حنين أربع قلائص، فسخطها وقال: [المتقارب]

أتجعل نهبي ونهب العبيـ ... ـد بين عُيينة والأقرع

فأُعطي أربعين أوقية. روى عنه أبو الطفيل عامر بن واثلة، وابنه جاهمة بن عباس، له صحبة.

وفي "تاريخ البخاري": لا يصح حديثه في يوم عرفة، باطل.

وقال المرزباني: كان أحد فرسان الجاهلية وشعرائهم المذكورين، وهو القائل: [الوافر]

ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور

ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير

فما عِظَم الرجال لهم بفخرٍ ... ولكن فخرُهم كرمٌ وخير

انتهى. كذا أنشد هذا الشعر له، وأنشده قبل الربيعة بن ثابت الرقي مولى بني سليم. وذكر أبو موسى الحامض في كتابه "أخبار كثير": أن كثيرًا لما قال عبد الملك حين رآه: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، ارتجل هذه الأبيات بين يدي عبد الملك، واللَّه تعالى أعلم.

وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أن بدء ما كان بين عباس وخفاف بن ندبه؛ أن خفافًا كان في ملأ من بني سليم، فقال لهم: إن عباس بن مرداس يريد أن يبلغ فينا ما بلغ عباس بن أنس، ويأبى ذلك عليه خصال قعدن به: استهانته بسبايا العرب، وقتله

<<  <  ج: ص:  >  >>